درجات الحرارة تنخفض إلى ما دون الصفر في دول الخليج وتتسبب في تساقط الثلوج حيث ارتدت صحراء الجزيرة العربية وجبالها الجرداء العباءات البيضاء في ظاهرة مناخية غريبة. ويعتقد علماء الجيولوجيا أن هذه الظاهرة مقدمة لتحولات طبيعية تحدث كل فترة زمنية، ويشير العلماء إلى العصور المطيرة حين كانت الغيوم الكثيفة تعبر القارة الأوروبية المتجمدة، قبل آلاف السنوات، لتمطر بغزارة وبفترات مديدة على الجزيرة العربية التي تغطيها الغابات الكثيفة والبحيرات وتعبرها الأنهار قبل أن تتعرض المنطقة للتصحر والجفاف وارتفاع درجات الحرارة.
***
بدأت الهجرات البشرية على سطح الأرض قبل آلاف السنوات من أفريقيا مرورا بالجزيرة العربية عبر منطقة باب المندب. وفي الجزيرة العربية كان المهاجرون (الوافدون) يستقرون مددا طويلة قبل أن تواصل الهجرات طريقها إلى آسيا وأوروبا. ويقول الباحث «اش بارتون» من جامعة اكسفورد: «انه لم يكن باستطاعة أسلافنا الذين كانوا يعتاشون على القنص أن يعيشوا في الجزيرة العربية لو كانت كما هي الآن» غير أن التصحر الذي شهدته المنطقة وارتفاع درجات الحرارة فيها أدى إلى نزوح الوافدين، كما أدى أيضا إلى نفوق الكائنات الحية في قيعان الأنهار والبحيرات التي دفنتها العواصف الرملية.
***
يقول الشاعر السعودي زين:
سيفتح الله بابا كنت تحسبه
من شدة اليأس لم يخلق بمفتاح
فهذه الكائنات التي نفقت وانطمرت تحت الرمال في الجزيرة العربية بسبب الجفاف تحولت بسبب الحرارة الشديدة إلى نفط (!) تسبب في ثراء المنطقة التي عادت مرة اخرى تجذب الهجرات من الوافدين إليها من كل صوب. واليوم بعد تغيرات المناخ أمسى نضوب النفط لا يشكل مصدر خطر على الدول الخليجية التي يمكنها التحول من دول نفطية إلى دول سياحية يؤمها السائحون الوافدون من دول العالم بغرض الاستمتاع بالطقس المنعش والتزحلق على الجليد والعيش بين المروج الخضراء!
www.salahsayer.com
salah_sayer@