انحسار الرياضة في المجتمع العربي ظاهرة لافتة. فالشعوب العربية تميل إلى الكسل والاسترخاء والنوم الطويل، خاصة في وقت النهار، ربما بسبب السهر ليلا. ففي مدائن العرب لا تجد أحدا يعبر الطرقات في صباح يوم الجمعة.
ذلك أن يوم الإجازة الأسبوعية يوم مخصص لممارسة أجمل وأفضل الهوايات المتمثلة بالرقاد والفتور والخدر والتمطي في الأفرشة الوثيرة، رغم كثرة الأقوال والأمثال والحكم المعروفة في ثقافتنا والتي تحثنا على الاستنهاض المبكر وتنشيط الأبدان بممارسة الرياضة.
****
من العبارات المعروفة والتي نرددها ليل نهار (العقل السليم في الجسم السليم) وهذا ما نرصده واضحا جليا في المجتمعات المتقدمة التي يمارس أفرادها الرياضة ويحافظون على سلامة أبدانهم ويتحلون بالتفكير السليم الذي ينتج السلوكيات المدنية مثل احترام الوقت والانصياع للقانون والمحافظة على المرافق العامة، بعكس مجتمعاتنا التي تغيب عنها الرياضة وتخور فيها الأبدان ويغيب الجسم السليم وبالتالي يغيب عنها الفكر السليم فتكثر فيها مظاهر التخلف المصاحبة عادة للفكر الأعوج، مثل ترويج الخرافات والفوضى وكراهية الآخر ونزعة التلاعب على النظام والقانون.
****
بالطبع ليس المقصود بالعبارة الارتباط المباشر بين الحالة البدنية والحالة العقلية، كالذكاء أو النبوغ، فمن بين صفوف المعاقين قد يخرج عباقرة، ومن بين طوابير الرياضيين قد نشهد الأغبياء والمغفلين.
بيد ان العبارة تربط بين (البدن السليم والتفكير السليم لا التفكير الأعوج) ذلك ان أهل الاختصاص يؤكدون ان ممارسة النشاط الرياضي تمنح المرء راحة نفسية وتخلصه من ضغوطات الحياة، وترفع روحه المعنوية، وتعزز ثقته بنفسه، كما انها تدربه على التركيز وحسن التصرف، وتقوي إرادته وتعوده على الصبر والهدوء، وجميع ذلك يصب في صالح التفكير السليم.
www.salahsayer.com
salah_sayer@