ينكر البعض قضية إغلاق باب الاجتهاد الشرعي لدى المسلمين، ويؤكدون أن الاجتهاد وتقصّي الأحكام الشرعية مطلوب وقائم حتى قيام الساعة. وان كان بعض السلفيين يعتقدون ان باب الاجتهاد مغلق إلا في الحوادث والنوازل.
غير ان الواقع المعيش يؤكد ان المجتمع الاسلامي العربي لا يزل واقعا تحت تأثير المفاهيم الدينية القديمة التي غادرتها روح الاجتهاد والتحديث منذ أزمان طويلة، فلا علاقة للمفاهيم الدينية بالعصر الحديث، وكل من يحاول ان يخالف تلك المفاهيم العتيقة يتعرض للأذيّة أو التجاهل والأمثلة كثيرة ومعروفة في مجتمعات عربية تائهة ومثقلة بالماضي والشروح المغلقة.
****
الدين الحنيف ثابت ولا جدال في هذا. بيد ان الاجتهاد في الدين يوفر للمؤمنين مفاهيم دينية حديثة تتلاءم وروح العصر الذي يعيشون فيه، كما انها تحصنهم من المصائد والشراك التي ينصبها خصوم الدين مستغلين المفاهيم الدينية القديمة، خاصة ونحن نعيش في زمن طافح بالجديد حيث تتسارع المتغيرات من حولنا.
الأمر الذي يتطلب تحديث المفاهيم والحد من العزلة الشعورية التي يعيشها المسلمون في هذا العصر والتي وصمت مجتمعاتهم بالممانعة الحضارية، خاصة ان علماء المستقبل يتحدثون عن اقتراب دخول البشرية مرحلة جديدة تفوق الخيال.
****
هذا الاجتهاد المثمر والمأمول لا أحد ينتظره من المؤسسات الدينية الرسمية مع احترامنا لها، فهي مؤسسات محكومة بالفهم التقليدي والجامد الذي يتعارض وفكرة التحديث، غير ان في الأمة الاسلامية علماء نحارير وجهابذة في مختلف التخصصات الدينية، وبعضهم معروفون ولهم احاديث متلفزة أو كتب مطبوعة تتجلى فيها افكارهم الاسلامية الحداثية.
وبإمكان هذه الكوكبة المباركة ان تجتمع في مكان واحد بهدف الاجتهاد وعصرنة المفاهيم الدينية و«بذل الوسع في نيل حكم شرعي عملي» من خلال ما يعرف بالاجتهاد الجماعي الذي هو أكثر دقة وشمولية من الاجتهاد الفردي.
www.salahsayer.com
@salah_sayer