يعتقد الخبراء في علوم الإنسان والأحياء أن أفريقيا كانت موطن الإنسان الأول، وتحديدا أفريقيا الاستوائية التي يمر بها خط الاستواء والمعروفة بالطقس الحار المشبع بالرطوبة. وهناك، وبقدرة الخالق سبحانه، فقد الإنسان شعره الكثيف تدريجيا وأصبح جلده عاريا، بسبب حاجته للتعرق. وبمرور الوقت تحول لون الجلد الطبيعي (الأحمر) إلى اللون الأسود لقدرته على مقاومة التأثير السلبي للأشعة فوق البنفسجية وحماية حمض الفوليك الضروري لنمو الأجنة في الأرحام. بيد أنه بعد الهجرات البشرية الأولى التي وصلت إلى المناطق الباردة تحولت بشرة الناس إلى اللون الأبيض بغرض إنتاج فيتامين D ذلك أن اللون الأسود يعتبر واقيا طبيعيا من أشعة الشمس.
> > >
يضيف البحث الذي قام بوضعه مجموعة علماء في «أكاديمية كاليفورنيا للعلوم» أن المهاجرين القدماء من أفريقيا الوسطى إلى أفريقيا الجنوبية والمعروفين باسم «الخويزان» يتميزون بلون أفتح من جلد سكان أفريقيا الوسطى التي قدموا منها، وقد حدث هذا التحول ليتلاءم لون الجلد مع المستوى الأقل من الأشعة فوق البنفسجية المتوافرة في المكان الجديد. كما يشير البحث إلى أن لون بشرة جماعة «الزولو» أكثر قتامة من «الخويزان» بسبب حداثة هجرة الزولو إلى الجنوب (قبل ألف عام) وأنهم لم يمضوا المدة الزمنية الكافية ليتغير لون بشرتهم وتصبح كمثل من سبقهم!
> > >
الجماعات البشرية التي سكنت الضفة الغربية للبحر الأحمر (ناحية السودان وإثيوبيا) تميزت بلون جلد داكن وذلك لمقاومة الحرارة والحد من تأثير الأشعة فوق البنفسجية، بعكس العرب الذين استوطنوا الضفة الشرقية حيث المناخ ذاته غير أنهم قاوموا المناخ بوسائل حضارية كارتداء الملابس الواقية التي لولاها لأصبح لونهم أسود. أما النتيجة الأغرب في البحث فهي إشارته إلى اللون الداكن لجلد شعب «الانويت» في الاسكا (الباردة التي يحتاج فيها الإنسان إلى بشرة بيضاء تنتج فيتامين D من أشعة الشمس) ويفسر العلماء هذه الظاهرة الغريبة بأنها تعود إلى تناولهم الأسماك الغنية بفيتامين D، ولهذا السبب فإن التطور اللوني لم يحدث لهم بسبب عدم حاجة الجسم.
www.salahsayer.com
salah_sayer@