انطوت شخصية الراحل طلال مبارك العيار على عصامية ينبغي التوقف عندها والتأمل فيها وحث الشبان على الاقتداء بهذه التجربة الانسانية التي سوَّدت الرجل فجعلته سيدا من سادات البلاد وهو في ريعان شبابه.
يقول النابغة الذبياني «نفس عصام سوَّدت عصاما.. وعلمته الكرّ والاقداما»، فليست العصامية مرهونة بالمال مثلما يعتقد البعض، بل ان كل شخص تمكن من تحقيق اسطورته الشخصية في جميع المجالات، متكئا على قدراته الذاتية دون الاعتماد على عظام آبائه واجداده، هو شخص عصامي، لا عظامي.
فبعد ان شبّ طلال العيار، وادرك ان ديوانية والده «مبارك» ما عادت محجة للزوار والرواد مثلما كانت في حياة الاب، قرر ان يعيد للديوانية مجدها الاول، وحرص على التواصل مع قادة البلاد، وتوثيق العلاقات الاجتماعية مع جميع افراد المجتمع، كما حرص على تطوير ذاته بالعلم والثقافة وتحصينها بالسجايا الطيبة قبل ان يقتحم عالم السياسة ومجال الخدمة العامة.
رحم الله فقيد الكويت طلال مبارك العيار الذي لم يكتف بالثروة او الحسب والنسب، بل عمل جاهدا لتشييد منزلة وطنية رفيعة صنعها بنفسه، فلم يتكئ على مقولة «كان أبي» بل اصر على القول «هأنذا» فكان.