تتراكم الغيوم وتحجب الشمس ويغيب الضوء فيكتئب شاعر انجليزي يعيش في عاصمة الضباب، اما في الجزيرة العربية، وفي المشهد ذاته، فيفرح شاعر بدوي ويتراقص ابتهاجا وينظم شعرا يتحدث عن قوافل الغيوم البيضاء المتقاطرة في هذه الصحراء الزرقاء المقلوبة.
ينهمر المطر على سقف كوخ خشبي تسكنه امرأة فقيرة فيتسرب الماء الى داخل الكوخ، وينهمل فوق اسطح القصور الفخمة لتبتلعه المزاريب المتينة، يسقط المطر في الساحات الترابية ليصبح التراب وحلا، ويصافح وجه الرمال العطشى فيرتوي الرمل ويخضر جبين الصحراء، وحين ينسكب المطر في البحر يكون ماء آخر، ليس الا.
في بلاد المسلمين يصلي الناس صلاة الاستسقاء في الساحات العامة خشية الجفاف، وفي افريقيا يرقص ساحر القبيلة رقصة المطر للغرض ذاته، وفي المناطق الآسيوية تتساقط الامطار الغزيرة وتهب العواصف وترتفع السيول فتجرف المنازل والضحايا من البشر وتتحقق الكارثة.
مطر يغسل اوراق الشجر، مطر يعكر نظافة زجاج السيارات، مطر يدق ابواب الشتاء، مطر يلوح للصيف المسافر، مطر يبكي لوقعه عمر الخيام وهو يتأمل قطراته قائلا «ان تفصل القطرة من بحرها ففي مداه منتهى امرها».