تكالبت علينا الاتهامات بعد أن أصبح العرب رمز الفشل والتأخر والتخلف والهزائم والانكسار في نظر العالمين. وتعدى الأمر ما يروجه الآخرون ضدنا إلى تصديقنا نحن حكاية «خيبتنا المزمنة» وترديدنا الاسطوانات ذاتها، وقيامنا بترويج التشنيعات ضد انفسنا! فكفينا الخصوم العناء والمشقة. وكأننا نشعر بالمتعة جراء جلد الذات! والعجيب انه من شدة حماسنا «ضدنا» لم نفرق بين التجارب العربية بل وضعناها جميعها في سلة واحدة وصببنا عليها اللعنات القاسية. يتساوى في ذلك العامل والخامل، الناهض والرابض، دون فحص أو تدقيق، فأمسى الإقدام كالإحجام والفر مثل الكر!
***
لا تأنيب ولا تثريب على الآخرين حين يضعون العرب جميعهم في سلة واحدة لأنهم ليسوا مطالبين بالدقة والتدقيق. فالنار تصيبنا نحن لا هم. بيد أن العتب علينا نحن الذين ينبغي أن نفحص تجاربنا العربية والتي يمكن أن تساعدنا على معرفة مكامن الخيبات في دولنا. ولماذا؟ ومعرفة أين تحقق الطموح والبناء والتطور؟ ولماذا؟ ذلك ان وصف الفشل بالنجاح خطأ، أما دمغ النجاح بالفشل فخطيئة وظلم. وعلينا إن أردنا الإفادة من تجاربنا الاعتراف والزهو في مواقع النجاح، مثلما علينا الاعتراف بالفشل من أجل مكافحته. أما عملية التخليط السائدة لدينا، وجمع المعمرين والمدمرين في سلة واحدة، فذلك درب يفضي إلى التيه لا إلى المنفعة.
***
كيف يمكننا وصف العرب بالجهل ونحن نرصد المعاهد والجامعات تتزايد في مدن الخليج والأردن، حيث يتكاثر العلماء وطلاب العلم؟ كيف نصف العرب بالتراجع ونحن نشهد التطور الحضاري المذهل في السعودية والإمارات والكويت وقطر وعمان والبحرين؟ كيف نصف جميع العرب بالتخلف والبشرية تشهد لدبي بأنها تحتل الوجهة الرابعة للسياحة في العالم؟ كيف نصف العرب بالانكسار وعاصفة الحزم بأبطالها الشجعان تدوي في الأسماع؟ كيف نصف العرب بالفشل ودولنا العطشى في الخليج تتزايد بها المساحات الخضراء حتى أمست الغابات فيها تفوق الأشجار في المدن المقامة منذ زمن طويل على ضفاف الأنهار؟!
***
نعم.. نحن عنوان النجاح بالشواهد والأدلة والأرقام.. لا تكذب.
www.salahsayer.com
salah_sayer@