www.salahsayer.com
@salah_sayerحار الإنسان بين شهواته وقدراته. فقد نشأ في بداياته عاشبا يأكل الأعشاب والفواكه وأوراق الشجر التي تتناسب وقدرته على المضغ والهضم.
وبعد مضي وقت يبدو انه سعى إلى تقليد الضواري فحاول أكل اللحم الني قبل أن يدرك انه لا يستطيع مجاراة الوحوش المفترسة، حتى أحرق البرق كوخه واحترقت الشاة المربوطة في داخله، وبعد أن تذوق لحمها المشوي اللذيذ عرف الطهي بواسطة النار.
فأكل، بعدها، الأخضر واليابس وصار يلتهم كل ما يقع في مرمى بصره، جوا وبرا وبحرا. يأكل حالما يستيقظ وقبل أن ينام، ويأكل بين اليقظة والنوم.
***
يبيح الإنسان أكل بعض الأطعمة ويحرم بعضها ويربط مناسباته الدينية بالطعام، صائما عنها أو آكلا لها. فالهريس في رمضان، والديك الرومي في عيد الميلاد، والفسيخ والبيض في عيد الفصح، وأكل السمك في عيد النيروز.
ومثلما ادخلوا الطعام بالدين اقحموه بالسياسة، فإسرائيل تزعم أن الفلافل وجبة يهودية لا فلسطينية أو مصرية، واللبنانيون يقولون إن ايطاليا سرقت فكرة البيتزا من «المناقيش». وكذلك تم توظيف الطعام في الأعمال الفنية، ومن اشهرها لوحة «العشاء الأخير» للفنان ليوناردو دافنشي، ولوحة «أكلو البطاطس» للفنان الهولندي فان جوخ الذي باع إحدى لوحاته مقابل وجبة طعام قبل أن يمضي زمن وتباع اللوحة ذاتها بعشرات الملايين!
***
يأكل بعض البشر أعشاب البحر وبعضهم يأكلون أعشاب البر، ويأكلون الضب أو بقية السحالي أو الثعابين أو الجربوع أو الخنزير أو الجراد. يتناول الناس طعامهم باليد أو الملاعق أو العيدان.
يأكلون الطعام نيا أو مطهيا بالسلق أو القلي أو الشواء، ويقدمونه في أطباق متنوعة من الفخار والزجاج والبلاستيك والورق والألمنيوم والنحاس.
يكد الإنسان ويتعب ويشقى ليشتري الطعام ويأكل. وبعد الأكل يتعب من التخمة أو السمنة فيعود للكد والتعب وممارسة الرياضة للتخلص من الآثار السلبية للإفراط في الأكل! وفي الصومال تحدث المجاعات بسبب الجفاف رغم السواحل الطويلة التي توفر إمكانية صيد الأسماك.
كما أن المشاركة في الطعام تعني السلام الذي لا ينقطع بانقطاع (العيش والملح)!