تزخر عوالم العرب بالمواقف الحكومية المناوئة للإرهاب. ففي كل يوم نسمع تصريحا من أحد المسؤولين العرب يستنكر ويؤكد رفض بلاده للجرائم الإرهابية (الجهادية) خاصة تلك التي تحدث في أوروبا ويذهب ضحيتها الأبرياء سواء من المدنيين أو رجال الشرطة الذين يصدف عملهم وقت وقوع الحادثة، كما أننا نسمع عن المشاركات العسكرية والأمنية والاستخباراتية المختلفة للدول العربية في الحرب ضد تنظيم داعش. وليس ذلك بالمستغرب على حكومات دول استهدفها الإرهاب وأوقع ضحاياه من بين مواطنيها وأضر بمصالحها العليا.
***
بيد أن الملاحظ على هذه الدول العربية «المستقرة» غياب شعوبها من الموقف الرافض للإرهاب. فالموجود في شاشة الرصد لا يتعدى المواقف الرسمية، أما الموقف الشعبي المعبر عن مؤسسات المجتمع المدني فموقف شبه غائب عن المشهد، سواء في داخل الدول العربية أو في الدول الأوروبية التي تشهد العديد منها هجمات لما يسمى بالذئاب المنفردة، وتزداد فيها بشاعة صورة المسلمين العرب، ورغم هذا لم تشهد عواصم هذه الدول المستهدفة تظاهرات كبيرة مناهضة للإرهاب تقوم بتنظيمها الجاليات العربية هناك، من أجل شرح الفرق بين دين الإرهاب وديانة الناس.
***
الإسلام المتهم بالإرهاب هو ديانة الناس المسلمين وتحديدا العرب (حسب الذهنية الغربية) فعندما يتحدثون هناك عن الإرهاب ينظرون إلى منطقتنا لا إلى اندونيسيا أو باكستان. لهذا نحن مطالبون بمخاطبة هذه الذهنية بطريقة أكثر تأثيرا من «تصريح السيد المسؤول»، حيث يتوجب على الحكومات استنهاض الشعوب للمشاركة بفعاليات كبرى مثل تنظيم مسيرات مليونية تهتف ضد الإرهاب وترفع شعارات حضارية. وتنظيم فعاليات تشرح للآخرين أننا مثلهم نؤمن بدين نتقرب به إلى الله، أما سوى ذلك فنحن مثلهم، نحب ونكره ونعمل ونأمل ونحلم بالأمن والأمان.
www.salahsayer.com
salah_sayer@