أقامت المغنية الإيرانية الأشهر كوكوش حفلة غنائية في الكويت فحصلت على نصيب وافر من التعليقات والتغريدات السلبية والإيجابية في مواقع الإعلام الاجتماعي.
وإن كانت التعليقات الإيجابية تعكس مقدار الترحيب بهذه الفنانة الأسطورية، فإن معظم التعليقات السلبية كانت تخبط في الوهم والأخيلة والفذلكات.
فشخص يصف أداء المغنية (ذات السبعين ربيعا) بالأداء العادي! وآخر ذهب إلى أنها لم تعد جميلة مثلما كانت في الماضي! ومغردة أخرى تقول إن كوكوش ما عادت تملك الجديد الذي يبهر المتفرجين! وآخرون من المرضى انتهزوا فرصة الحفل لبث سمومهم المذهبية أو التشكيك بوطنية أو أخلاق الحضور.
****
كوكوش (أيقونة الفن الايراني) بصوتها الساحر وادائها الباهر وحضورها الآسر، هي رمز إنساني جميل، وتاريخ حافل بالعطاء، ولم تنتقص أيام الغياب القسري من حيويتها وإشراقاتها وقوة حضورها في وجدان الناس من عرب وعجم، وربما أقوام أخرى بعد انتقالها للعيش في أميركا.
كوكوش فنانة عابرة للأديان والمذاهب والقوميات واللغات.
فنحن الذين لا نعرف اللغة الفارسية، ومذ كنا صبية صغارا، كنا نردد معها بعض كلمات أغانيها الجميلة.
وبعد انتشار الإنترنت عاد جمهورها إلى متابعة أغنياتها سواء من خلال الفيديو كليب لأغنياتها الجديدة أو أغنياتها القديمة المنتشرة في اليوتيوب.
****
كل من تحدث عن أداء كوكوش ووصفه بالعادي أو انها ما عادت تملك الجديد غفل عن رمزية حضور هذه المغنية الإيرانية الأشهر للغناء في الضفة الغربية من الخليج حيث تقع بلادنا التي عرف ناسها كوكوش مذ سطعت شموسها في إيران الشاهنشاهية.
فالجديد في حضور كوكوش (حضورها) المتدفق بالحياة والساطع بالدلالات.
أما من حاول الزج بهذا الحفل الفني في أوهامه المذهبية أو العرقية والعنصرية، فانه، حكما وحتما، يجهل دور الفنون والآداب في التقارب بين الأمم، والجيران منهم على وجه الخصوص.
كما أن العنصري أو المذهبي لا يملك سوى الاستماع لصوته هو دون سائر خلق الله.
www.salahsayer.com
salah_sayer@