يجتهد الآباء والأمهات في اختيار أسماء أبنائهم. فالبعض يحرص على اختيار أسماء دارجة داخل محيط الأهل، كأسماء الآباء أو الأجداد أو من يماثلهم. والبعض الآخر يميل إلى اختيار أسماء تعكس القيم الفاضلة مثل «صادق» أو «نبيل» على أمل أن يكون للمولود الجديد من اسمه نصيب.
وهناك من يرغب في إطلاق أسماء حديثة لوقعها الجميل في الأسماع وان لم تكن تحمل أي معنى واضح، كمثل «يارا» الاسم الذي تضاربت حوله التفاسير والشروح. ومن الأسماء ما يعكس الهوية التاريخية للمجتمع مثل اسم «بلقيس» في اليمن و«مينا» في مصر و«سومر» في العراق.
****
الأسماء عرضة للتقليعات الموسمية. ففي مرحلة المد الناصري حرص الناس على أسماء رموز المرحلة مثل «جمال» و«حكيم» و«شكري» تيمنا بجمال عبدالناصر وعبدالحكيم عارف وشكري القوتلي.
وبعد هيمنة الصحوة الدينية على المجتمع انتشرت أسماء الصحابة مثل «حذيفة» و«البراء»، كما أن بعض الأسماء محكومة بالارتباط التاريخي، فالذي اسمه زياد يطلق على ابنه اسم طارق، وكذلك «يوسف» أبو «يعقوب» و«خالد» أبو «وليد»، كما عرف العرب أسماء تركية وفارسية مثل «صافنياز» و«نازك» و«شيرين» ومن اشهر الأسماء (المستوردة) المرحوم اللواء «هتلر» أحمد الطنطاوي احد قادة الجيش المصري.
****
قيل لعربي لماذا تطلقون أسماء جميلة على عبيدكم مثل «جوهر» و«مرجان» وتختارون أسماء كريهة لأبنائكم مثل «صخر» و«حنظلة»؟ فقال العربي: (عبيدنا لنا وأبناؤنا للعدو) ذلك ان الأبناء وحدهم الذين يدافعون عن الحمى، أما العبيد (فللحلاب والصر) حسب قول عنترة بن شداد.
ومؤخرا أطلق مواطن سعودي على وليدته اسم «ايفانكا» اسم ابنة الرئيس الأميركي. فتعرض الرجل لهجوم من اناس جهلوا ان العديد من الأسماء الدارجة لدينا استعملتها الاديان الأخرى مثل «مريم» و«سارة»، كما أننا أطلقنا على المواليد أسماء قوميات اخرى مثل «هندية» و«تركية» للإناث و«هندي» و«تركي» و«رومي» للذكور.
www.salahsayer.com
salah_sayer@