عاش اليهود معنا في المنطقة العربية في سلام ووئام وسكينة.
ويشير التاريخ القريب في الكويت إلى «قهوة اليهود» و«سوق اليهود» الذين سكنوا في منطقة «شرق» وعملوا في تجارة الفراء والصرافة والأقمشة والذهب وأعمال أخرى.
بيد أن الحضور اليهودي في العراق واليمن ومصر والمغرب العربي أكثر كثافة ووضوحا، حيث عرف الناس هناك أسماء يهودية رائدة وفاعلة في القطاعات الاقتصادية والفنية والأدبية والسياسية والإدارية، قبل أن تنقلب الأحوال رأسا على عقب حين اكفهرت وجوه العرب وأعلنوا العداء لليهود الذين تعرضوا للاحتقار والتنكيل والتهجير القسري.
****
في تلك الفترة شهدت المنطقة العربية أحداثا دامية وقميئة حدثت لليهود العرب، ومنها ما جرى في العراق عام 1941 حيث يقول احد شهود العيان وهو عراقي: «كان الجار يقتحم دار جيرانه من اليهود الذين ترعرع معهم منذ الطفولة ليغتصب نساءهم وينتزع منهن مصاغاتهن الثمينة من الذهب والفضة ويقتل من أهل البيت من يشاء»، وإذا أضفنا إلى ذلك مأساة الهولوكوست والإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود على يد النازية، وكذلك قصة سبيهم من أورشليم إلى بابل بما يعرف بـ «السبي البابلي» ندرك مقدار العذاب المفرط الذي عاشه اليهود عبر التاريخ.
****
من يتابع النشاط العلمي والصناعي في دولة إسرائيل يدرك أن اليهود لم يجعلوا من تاريخهم الحافل بالرعب والموت والمراقبة والحصار سببا لانكسارهم أو الاكتفاء بترويج المظلومية التاريخية والعيش في مصيدة الكآبة والبكاء واللطم بل حولوا مشاعرهم إلى طاقة جبارة تمدهم لتعزيز الحياة وتأمين الاستقرار في المجتمعات البشرية.
فقد برعت إسرائيل في صناعة المعدات الأمنية المتطورة، كما سجلت صادراتها الأمنية ارتفاعات قياسية خاصة مع تنامي الإرهاب في العالم وحاجة الدول (ومنها العربية والإسلامية) إلى تعزيز الأمن في الأسواق ومحطات القطارات والمطارات وسائر المرافق بالمعدات الإسرائيلية الحديثة.
أنهم ببساطة وذكاء جعلوا الأمس في خدمة الغد.. لا العكس!
www.salahsayer.com
salah_sayer@