«ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف في موضع الندى»
بيت شعر شهير لأبوالطيب المتنبي ورد في قصيدة له يمدح بها سيف الدولة الحمداني فمضى البيت بين العرب مثال يقال لتوضيح (ارتباط الافعال في الظروف المحيطة بها) فالندى أو اللين أمر طيب ومحمود شريطة ان يكون في موقعه المناسب كمثل السيف (الشدة أو الغضب) مضر حين يوضع في موقع اللين والتسامح. فالأفعال والأقوال والمواقف مرهونة في ظروفها. وان كان الوقوف على الحياد في النزاعات موقف طيب الا انه موقف خائب وحقير في نزاع الخير مع الشر.
***
من حق الانسان العربي أن يصمت أو يقف على الحياد أو يتفلسف أو (يتفذلك) في حالات السلم أو الأوضاع الطبيعية، لكن ليس من حقه ممارسة تلك الموبقات المضرة بالأوطان في حالات الخطر الداهم. فعندما تتعرض مصر (ومصر أول الأحبة وأكبرهم وأقربهم إلى القلب العربي) للاعتداءات الارهابية المتوحشة ويصمت بعض العرب المتفذلكين بحجة الاختلاف بوجهات النظر أو الحياد بين الفرقاء المتقاتلين في مصر (!) في محاولات رخيصة ودنيئة لإضفاء الشرعية على المجرمين الفسدة. فذلك حياد فاسد ومجرم شرير، ينبغي رصده ومحاصرته وتجريمه.
***
مصر كما القلب قطعة واحدة لا تتجزأ. مصر النظام والشرعية والشعب والتي تخوض حربا ضد مجرم واحد، هو ايضا كما إبليس الرجيم لا يتجزأ وان تعددت فروعه. عدو حاقد كافر بالإنسانية اعتاد على رفع رايات الدين ليمارس تحتها أبشع الممارسات الوحشية، فيصمت الصامتون الخائبون أو يتذرعون بتعدد وجهات النظر (وهم الذين اعتادوا السير بلا وجهة كما اعتادوا الرؤية بلا نظر) وذلك موقف مريض يعكس مدى خيبة أملهم وتبدد احلامهم وافتضاح حيلهم السحرية وتهشم أكاذيبهم على صخرة الصمود المصري الاسطوري بوجه الظلم والظلام.
www.salahsayer.com
@salah_sayer