كمثل الكثيرين كنت أعتقد ان كلمة «أعجمي أو الأعجم» تعني الشخص الذي في لسانه عجمة، فلا يفصح في كلامه، وإن كان عربي النسب. بيد أني بعد البحث في كتاب «لسان العرب» لابن منظور أدركت ان للكلمة معاني اخرى، مثل «العجم» والتي تعني خلاف العرب، وشخص «عجمي» هو الذي من جنس العجم سواء أفصح في كلامه أو لم يفصح. ونحن في الكويت نطلق كلمة عجم ونقصد الفرس أو القادمين من إيران. وننطق الكلمة «عيم» بالجيم البصرية أو التميمية أو الخليجية. والكلمة أيضا تشمل أهلنا الكويتيين من أصول فارسية على اختلاف مذاهبهم، سنة كانوا أو من الشيعة.
> > >
يعتقد البعض من ذوي النوايا الحسنة والمقاصد الطيبة ان استخدام كلمة «العيم» يشكل انتقاصا من أحد المكونات الاجتماعية الرئيسية في المجتمع المحلي «الكويتيين من أصول فارسية»، وذلك أمر يجانب الصواب. فالكلمة، مثلما أسلفت، تعني غير العربي، وهو وصف ينطبق على جميع المتحدرين من أرومة فارسية، ومنهم أهلنا «الكويتيون العيم» الذين تجمعنا معهم المواطنة الكويتية كما يجمعنا التاريخ المجيد والحلم بالمستقبل المشرق لبلادنا وأبنائنا وأحفادنا. فنحن جميعنا أبناء هذه الأرض، ونحن جميعنا تشاركنا في تأسيسها، مثلهم مثل أهلنا من الكويتيين البحارنة أو الحساوية أو النجادة أو الأفارقة أو الزبارة أو البلوش أو سوى ذلك من المكونات الاجتماعية الكويتية.
> > >
من الواضح أن تعدد المكونات واختلافها يعود إلى تعدد مصادر الهجرات القديمة، وذلك أمر لا يضيف للإنسان ولا ينتقص منه. فالكويت وطننا الواحد والوحيد. أما التقسيمات الاجتماعية فمعروفة في جميع الدول ومنها الولايات المتحدة الأميركية. كالأمريكان الأفارقة أو الآسيويين أو اللاتين «أميركا اللاتينية» أو الامريكان العرب. ذلك ان الفترة الزمنية الطويلة التي اجتمعت بها الاقوام المتعددة داخل الوطن الواحد، وكذلك العيش المشترك والتشارك في سنوات الكفاح على متون السفن، مكنتهم من خلق «الشخصية الكويتية» المتفردة والمتميزة بصفاتها المعروفة الايجابية منها أو السلبية.
www.salahsayer.com
salah_sayer@