كنا نطلق على سائق السيارة قديما اسم (دريول) وأصل الكلمة من الإنجليزية Driver وكان الأطفال في الماضي يهزجون (دريولنا عاش عاش) يرددونها مع التصفيق عند ركوب الحافلة بهدف تحية السائق وتشجيعه.
بيد أن تلك الأهزوجة اختفت ومثلها سوف تختفي مهنة أو وظيفة السائق بعد انتشار وسائل النقل (ذاتية القيادة) وأشهر هذه الوسائل «مترو دبي» الذي تم تسجيله في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأطول شبكة مترو في العالم تعمل بدون سائق، حيث يتم تشغيلها وفقا لنظام الكتروني متكامل يعزز التحكم والسيطرة ويسمح بضبط مواعيد الرحلات بشكل دقيق.
****
أشير إلى سيارة «جوجل» ذاتية القيادة التي يصفها المسؤولون في الشركة بأنها أكثر أمانا من تلك التي يقودها الإنسان، والمزودة بتقنية استشعار تستجيب لمستجدات الطريق أكثر من البشر، علما ان معظم الشركات المصنعة للسيارات في العالم تعمل من أجل إنتاج سيارات ذاتية القيادة.
ومع النجاح المطرد لتطبيقات علوم الذكاء الصناعي في مجال السيطرة والقيادة في وسائل النقل لن تحتاج البشرية في المستقبل القريب إلى طيارين أو رواد فضاء لقيادة الطائرات والمركبات الفضائية.
ويمكننا ملاحظة تعدد الاستخدامات للطائرة (بدون طيار) التي تشارك في عمليات الأرصاد والتصوير وإطفاء الحرائق والقصف الجوي في العمليات الحربية.
****
كذلك الربابنة لن يعملوا في البحر بعد أن صار بإمكان القبطان البحري وهو جالس في مكتبه في شركة الشحن التحكم في سفينته التي تمخر عباب الماء وتصارع الأمواج في أعالي البحار.
وحسب الأخبار المنشورة في BBC فإن شركات شحن يابانية بدأت بالتعاون مع شركات تصنيع السفن من أجل تطوير (سفن بلا بحارة) وكانت شركة «رولز رويس» قد أعلنت عن خطط لتطوير سفن تدار عن بعد سوف تدخل الخدمة بحلول عام 2020.
أما في السياسة فقد عايشنا وعانينا من تطبيقات (القيادة عن بعد) حيث العديد من السياسيين يشبهون سيارات التاكسي الحديثة تقوم غرفة العمليات بتحديد مساراتهم.
www.salahsayer.com
salah_sayer@