تسعى الاتحادات بين الدول إلى تقوية دور الاتحاد في الإقليم أو في العالم، كمثل الاتحاد الأوروبي الذي يسعى إلى تعزيز دور أوروبا في العالم وتحقيق «سياسة أوروبية خارجية وأمنية موحدة» بيد أن المتغيرات العميقة التي يشهدها العالم فرضت على الأوروبيين التفكير في «استراتيجية جديدة» وكان المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية قد أعد تقريرا أشار فيه إلى هذه المتغيرات، ومنها «تآكل النظام الأوروبي المتمثل بالسيطرة الروسية على القرم.
وكذلك التناقض المشهود في السياسات الخارجية للدول الأعضاء» إضافة إلى عوامل أخرى من شأنها التأثير السلبي على مستقبل الاتحاد وتضعف دوره القاري والدولي.
****
يضيف «مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة» أن التقرير الألماني المشار إليه ذهب إلى أن بناء استراتيجية أمنية أوروبية جديدة تستدعي اتفاق الدول الأعضاء على «الأولويات السياسية للتحركات الخارجية»، وباعتقادي أن غياب مثل هذه الأولويات أو عدم وضوحها يضعف أو يتناقض مع فكرة الاتحاد أو المنظومة الوحدوية، وان كانت على المستوى التعاوني مثل «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» الذي يشير نظامه الأساسي إلى انه «يعبر عن إرادة الدول الأعضاء وحقها في الدفاع عن أمنها وصيانة استقلالها كما يسعى إلى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها»!
****
الاتفاق على السياسات الخارجية والأمنية أساس العمل المشترك بين الدول. فالناس يحددون الجهة التي يرغبون في الإبحار إليها قبل الصعود إلى متن السفينة، حيث لا يعقل ان يختلف الركاب حول الجهة المقصودة بعد ان تبحر السفينة وتتلاطم من حولها الأمواج.
ويمكن القول إن غياب السياسة الخارجية الموحدة هو أحد أهم أسباب فشل جامعة الدول العربية التي انشغلت بزيادة الدول الأعضاء على حساب التحقق من التناسق والتوائم والاتفاق على الاستراتيجيات الخارجية والأمنية والديبلوماسية. ولا أحسب أن مجلس التعاون في منجاة ومأمن من الفشل ما لم ينجز هذه الفريضة الغائبة.
www.salahsayer.com
salah_sayer@