أعيد إلى الأذهان قصة «اكاديمية التغيير» ودورها في المنطقة والذي انتهى إلى نتائج سقيمة وخيمة لا علاقة لها بما تبشر به هذه المؤسسة التي تزعم أنها تسعى إلى «نشر ثقافة التغيير ومنهجيات التفكير المتطورة واستراتيجيات التحول الحضاري»! حيث لم تحصد المجتمعات العربية منها سوى الشوك العضوض والبؤس و«التعتير» والتحريض على التظاهرات وفوضى الشوارع وتأجيج النزاعات الأهلية. والسعي الفج الخؤون لاستيراد آليات الثورة الإيرانية وقد ظهر ذلك واضحا وجليا في إصدارات هذه الاكاديمية ومحاضراتها البشعة والدنيئة التي تشعل الفتنة في الصدور.
>>>
تأسست هذه المنظمة المشؤومة في لندن عام 2006 قبل ان تفتتح لها فرعا في دولة خليجية عام 2009 (تم اغلاقه فيما بعد) ثم افتتحت فرعا آخر لها في النمسا عام 2010. وقد وردت تقارير صحافية كثيرة تتحدث عن ارتباط هذه المؤسسة بـ«معهد البرت اينشتاين» الذي يعتبر أحد المراكز الرئيسية العاملة في مجال التدريب على الثورات السلمية والاحتجاجات وهندسة التحكم بالقطعان البشرية (!) كما توافقت انشطة اكاديمية التغيير وممارساتها مع ارتفاع وتيرة الحديث عن «الشرق الأوسط الجديد» الذي في بعض تفاسيره يستدعي نشر «الفوضى الخلاقة» والعمل على إسقاط الأنظمة السياسية المستقرة تمهيدا لإعادة رسم المنطقة من جديد.
>>>
بسبب العلاقة الوثقى التي تربطها مع جماعة الإخوان المسلمين شهدت «اكاديمية التغيير» مجدها في المرحلة الأوبامية التي شجعت ما يسمى بالربيع العربي بهدف خلق شراكة استراتيجية مع الاسلام السياسي. بيد انه بعد فوز الرئيس دونالد ترامب وغروب «عقيدة اوباما» شهدت المنطقة تحولات في الولايات المتحدة الأميركية والعالم رسمت ملامح مرحلة واضحة ومختلفة في الحرب على الإرهاب ترفض التعامل مع الإسلام السياسي (إخوانيا كان أو خمينيا) وذلك تطور يستدعي ضمور اكاديمية التغيير وتوابعها ومموليها وداعميها مثلما يقتضي من الدول استيعاب المتغيرات والمستجدات والتوافق مع المرحلة الجديدة.
www.salahsayer.com
@salah_sayer