الدول الخليجية في جزيرة العرب بيئة صحراوية في معظم مساحاتها التي تنتشر فيها كثبان الرمال وتبلغ درجات الحرارة فيها صيفا 60 درجة مئوية، حيث يتسبب المنخفض الهندي الموسمي بسخونة الأرض وهبوب الرياح والعواصف الرملية في أغلب مساحات الجزيرة العربية. كما تعاني المنطقة من ندرة شديدة في مصادر المياه وشح سقوط الأمطار وعدم صلاحية الأرض للزراعة. ورغم هذا تصر القيادات الحكيمة في الدول الخليجية على زيادة المساحات الخضراء، حيث تنتشر في عموم الدول الاحراج والبساتين الغناء والغابات على نحو مخالف للطبيعة الجافة والقاسية.
> > >
إنه الإصرار على الحياة يتمثل بالإنسان الخليجي الذي حرمته الجغرافيا من مباهج وموارد كثر، لكنه أصر على خلقها من العدم، فتمكن في سرعة قياسية من تظهيرها على سطح الواقع أو استغلال المتوافر على نحو إيجابي. فدرجات الحرارة المرتفعة والمياه الدافئة في الشطآن أصبحت تجذب السائحين الذين تطمس الثلوج بيوتهم وطرقاتهم في الشتاء القارس. كما تمكن الإنسان الخليجي من تبديد الجهل الذي أطبق على المنطقة سنوات طويلة فانتشر التعليم وشيدت الجامعات وتسابقت الجامعات المشهورة على فتح فروع لها، ومثلها فعلت المتاحف المرموقة والمشافي العالمية.
> > >
عبقرية عربية «خليجية» لا حدود لها ولا مثيل، تمكنت من قهر الصحراء، فشيدت المدن الحديثة والذكية والآمنة، مثلما حققت معجزات فوق الماء حين تم تسجيل إنجاز البطل الكويتي «يوسف العبدالرزاق» في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لحصوله على بطولة العالم للدرجات المائية لثلاثة أعوام. ومن قسوة هذا المناخ الحار والجاف تمكن القطاع الخاص في السعودية من إنتاج «الكافيار» وتصديره إلى روسيا (!) وقبل أيام طالعتنا الأخبار عن مشاركة الفريقين الكويتي والإماراتي في نهائيات كأس العالم لهوكي الجليد. والكلمة الأخيرة صحيحة وليست خطأ مطبعيا.. جليد!
www.salahsayer.com
salah_sayer@