نحن نشاهد ونسمع ما يشاهده «الإعلام» ويسمعه، أو ما يريد الإعلام ان نشاهده ونسمعه.
فالميديا أو الوسيط الإعلامي المقروء او المرئي أو المسموع هو الذي يختار لنا الأخبار والأحداث كي يصيغ لنا أفكارنا ويؤثر على قراراتنا واختياراتنا بما فيها التصويت في الانتخابات واختيار المرشحين.
ويمكن القول إنه لولا انتشار «الإعلام الاجتماعي» لما فاز الرئيس دونالد ترامب بمنصب الرئاسة الأميركية بعد أن انتصر في المواجهة العنيفة مع كبريات المؤسسات الإعلامية التقليدية التي سعت جاهدة، ولم تزل، من أجل إلحاق الهزيمة به في تغطياتها وتقاريرها غير المحايدة والكاذبة.
****
كان فوز ترامب في السباق الرئاسي المحموم مفاجئة للعديد من الناس والدول بسبب تلاعب الإعلام الأميركي بالعقول، وانعدام الموضوعية في رصد مسار الانتخابات، والانشغال في الهجوم على المرشح ترامب القادم من خارج المؤسسة السياسية والتحيز ضده في التقارير واستطلاعات الرأي وإظهار المنافس «هلاري كلينتون» بأنها الأقرب للفوز.
بيد ان الرجل خاض المعركة «التاريخية» باقتدار وسخر المواقع الإلكترونية (الإعلام البديل) وكذلك الإعلام الاجتماعي، خاصة «تويتر»، وتمكن من تعرية المؤسسات الإعلامية والاستخباراتية والسياسية حتى راق الأمر للشعب فاختاره.
****
قبل أيام قدم ثلاثة من كبار الصحافيين العاملين في شبكة CNN استقالتهم بسبب الفضيحة الإعلامية والسياسية المدوية حين قامت الشبكة بنشر تقرير ادعى «ان مستشارا للرئيس ترامب التقى رئيس الصندوق الروسي للاستثمار مطلع العام الحالي وبحث معه احتمال رفع العقوبات عن روسيا»، وهو الخبر الذي تعرض للتكذيب من جهات عدة اضطرت الشبكة بعدها سحب التقرير المخزي، والاعتراف بأنه لم يستوف المعايير السليمة (!) فتبع ذلك تغريدة على «تويتر» للسيد الرئيس دونالد ترامب كتب فيها «واو.. لقد أجبرت CNN ثلاثة موظفين على الاستقالة.
ماذا عن كل تقاريرهم الكاذبة الأخرى؟».
www.salahsayer.com
salah_sayer@