كما «الأبوات» عرفت مجتمعاتنا العربية «الأمهات» عند إطلاق الأسماء على المواضع والحوادث والطعام. فمن اسماء الجزر في الكويت «ام النمل» التي عثر فيها على فخاريات تعود إلى العصر الدلموني 3000 قبل الميلاد.
ومن مدن السودان نذكر «ام درمان» التي يعتقد ان اسمها منسوب إلى امرأة نوبية لها ولد اسمه «درمان» وتملك خانا على طريق السفر كثيرا ما يتوقف عنده المسافرون، فعرفت المنطقة بهذا الاسم. وفي جنوب ليبيا مدينة تحمل اسم «ام الارانب» ويبدو انها كانت مرعى خصيبا تنبت فيه الاعشاب الجاذبة للأرانب. وفي حديث الأمهات لن أغفل الاشارة إلى اشهر الأمهات «ام الدنيا» مصر المحروسة.
****
كذلك عرفنا الامهات في الأطعمة، ومنها طبق الحلويات الشهير «ام علي»، والاسم يعود إلى العصر المملوكي، حين قامت الزوجة الثانية لسلطان مصر عزالدين ايبك وكنيتها «ام علي» بالانتقام من زوجته الأولى شجرة الدر فقتلتها وحسمت «صراع الأرامل» ونصبت ابنها نور الدين علي سلطانا على البلاد، وأمرت بتجهيز حلويات بكميات كبيرة وتوزيعها على الناس الذين اطلقوا على الحلويات اسم «ام علي».
وفي الخليج نسمع اغنية «ام الحنايا» واصلها اهزوجة قطرية طورها الموسيقار القطري الراحل عبدالعزيز ناصر، أما «أم الحنايا» فكان اسم سفينة قطرية قديمة.
****
تقول العرب في أمثالها وأقوالها المأثورة في الدعاء بالفناء والهلاك «إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم» وتعني «روحة بلا عودة»، وأم قشعم كنية للحرب أو الموت، وقيل انها انثى النسر أو «النسرة»! ونغوص في اعماق البحر الى حيث تسبح «ام الروبيان» وهي من فصيلة القشريات.
وفي العراق نسمع أغنية «يا ام العباية حلوه عباتك» التي غنتها بدرية انور في العام 1928 بعد ان وافق صاحب ملهى «زهور البدور» على طلبها بالغناء على المسرح وهي ترتدي العباءة البغدادية، ومن العراق أختم هذه العجالة بالإشارة إلى «ام المعارك» التي تحولت إلى ام المهالك التي لم تزل مستعرة تلتهم الأخضر واليابس.
www.salahsayer.com
salah_sayer@