كشفت الأزمة الخليجية عن عمق ودفء «الوجدان الجمعي» لدى المواطنين في الخليج بعد مرور ما يقارب أربعة عقود على قيام «مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، وأشير إلى أن الوجدان كلمة تعني اليقين الجواني المخبوء في النفس الآدمية، وموطن العواطف والرغبات والأحاسيس والأمنيات. وقد تجلى ذلك «الوجدان الموحد» في مواقع التواصل الاجتماعي التي حفلت بأنين الفجيعة جراء اندلاع هذه الأزمة. كما أثبت «الوجدان الخليجي الحي» قدرته على الصمود بوجه محاولات الجيوش الإلكترونية للتشويش عليه عبر المشاركات الشريرة والهادفة إلى ضرب الوحدة الخليجية.
>>>
حاول البعض جاهدا التشكيك في هذا الوجدان الخليجي ونفي وجوده أو التقليل من تأثيره في نفوس الناس وضمائرهم وعقولهم. كما استغل البعض تداعيات الأزمة وتطوراتها فقاموا بممارسة التهويل وتعميق الهوة بين الأهل مستغلين ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي من شتائم وحماقات وتفاهات رخيصة، والتي يشارك فيها الجهلاء والحمقى والمغفلون أو أعضاء الجيوش الإلكترونية التابعة لقوى إقليمية ومحلية تهدف إلى ضرب الوحدة الخليجية وفي مقدمتهم «تيار الإسلام السياسي» الذي أدرك أن غروب شمسه أضحى في حكم الأكيد المؤكد.
>>>
الوحدة الخليجية ليست مجرد أغنيات أو مؤتمرات قمة موسمية مثلما يعتقد أو يتوهم البعض، ذلك ان «الوجدان الخليجي» لم يتشكل من فراغ، بل هو وجدان حي تخلق من مشاعر المواطنين الخليجيين وأحاسيسهم وتجاربهم وأمنياتهم خلال سنوات طويلة وهم يذرعون الدول الخليجية بالطول والعرض للسياحة أو للعمل أو الدراسة أو للعيش والسكن، فيتاجرون ويتملكون ويتصاهرون ويتعاملون مع الجهات الحكومية المختلفة بما يكفي لمعرفة معنى عبارة «مواطن خليجي»، أما الذي لا يدركه الجميع فهو الإنجازات الخليجية المشتركة والكثيرة التي تؤكد حكمة قادتنا وعمق رؤيتهم.
www.salahsayer.com
salah_sayer@