كلما حدثت جريمة إرهابية أو ممارسة عنيفة متوحشة تتناقض وحقوق الإنسان، سارع بعض العارفين العرب من الذين يمتلكون المعرفة والمعلومات التاريخية، سارعوا في جلد الذات وتسابقوا على ذكر الشواهد الإسلامية المتعلقة بالحروب القديمة أو ذكر بعض الأحداث التاريخية المشابهة للحدث الراهن والتي لا وجوب لتطبيقها في هذا العصر. فعندما يقوم «داعش» بذبح الأسرى فتلك جريمة لا يجوز تفسيرها على ضوء التاريخ. ذلك ان التعامل مع الأسير في حروب اليوم يتطلب الالتزام بـ «اتفاقية جنيف للتعامل مع أسرى الحرب» بصرف النظر عن الأفعال التي ارتكبها البشر باسم الأديان في العصور القديمة.
> > >
ما فعله «داعش» في دولته الوهمية هو تطبيق للتاريخ الإسلامي لا الدين الحنيف. والمطلوب من المسلم تطبيق روح الدين لا التاريخ المرهون بزمنه والمعرض للتقادم والضمور بعكس الروح وقيمها النبيلة التي تبقى وتستمر وتتأقلم وتنضج وتشرق أكثر. فنحن نقرأ في التاريخ الأميركي ان فكرة تحرير العبيد تسببت في اندلاع الحرب الأهلية الأميركية. والحرب (تاريخ) مضى وانقضى، بيد أن الروح بقيت مستمرة. فالحرية قيمة نضجت وتطورت من تحرير الرقيق إلى حق السود بالتعليم والعمل والحياة الكريمة حتى بلغنا مرحلة انتخاب باراك اوباما رئيسا للبلاد.. إنها الروح تعمل بعد ان يتوقف التاريخ.
> > >
هذه الروح النورانية موجودة في الدين الإسلامي، وهي المسطرة التي ينبغي القياس عليها، والحقيقة الجميلة التي يتوجب علينا تأصيلها في نفوس المسلمين. ذلك أن الإسلام دين خير ومحبة وصدق وسلام وحرية ورحمة وعمل وسماحة ويسر لا عسر، والشواهد لا تعد ولا تحصى. وهذه الروح تتجلى لدى العديد من المجتمعات المسلمة غير العربية التي تشبع أفرادها بروح الدين وجهلوا التاريخ بسبب جهلهم للغة العربية! ومن المعلوم ان الذي بقي معنا إلى اليوم والذي سوف يبقى إلى الأبد (روح الإسلام) أما التاريخ فقد انتهى منذ دهور دهيرة.
www.salahsayer.com
salah_sayer@