بهدف منع عبور عناصر حزب العمال الكردستاني قامت السلطات التركية ببناء جدار أمني على حدودها مع إيران يمتد لمسافة 144كم وكانت تركيا قد بدأت عام 2015 ببناء جدار مماثل على حدودها مع سورية لمنع تسلل عناصر تنظيم داعش ويبلغ طوله حوالي 800 كم.
وجميعنا نتذكر الجدار الأمني الذي شيدته اسرائيل لمنع تسلل الفلسطينيين وتسبب الجدار بإشكاليات قانونية بحثتها المحاكم في اسرئيل.
أما في أميركا فقد كان الجدار بينها وبين المكسيك واحد من أهم الوعود التي اطلقها الرئيس دونالد ترامب في فترة الانتخابات الرئاسية بهدف منع الهجرة المكسيكية غير المشروعة.
****
عرفت المدن القديمة الأسوار من حولها والتي شيدها القدماء بغرض تأمين المدن وحمايتها من الغزوات.
وفي الكويت عرفت مدينتنا العتيقة 3 أسوار بقيت منها بوابات السور الثالث.
ويعتبر سور الصين العظيم من أهم وأطول وأشهر الأسوار الدفاعية التي شيدها الإنسان والذي اختلفت المواد المستخدمة في بنائه باختلاف الأمكنة بسبب عبوره مناطق وبيئات مختلفة من جبال وصحار وسهول.
ورغم سمعته الدفاعية العظيمة لم يسعف الصين من هجوم المغول بسبب خيانة بعض حراس السور(!) واليوم تبدل دور سور الصين العظيم من صد الغرباء عن الصين إلى جذبهم باعتباره من أهم المعالم السياحية فيها.
****
بعد ان تطورت البشرية وتحضرت لم تعد تلجأ إلى تشييد الجدران حول مدنها أو على حدودها، واكتفت الدول بالعلامات الاسمنتية أو نحو ذلك لتوضيح الحدود الفاصلة بين الدول التي تلزم مواطنيها العبور إلى الدولة من خلال المنافذ الحدودية الشرعية حيث لم تعد الأسوار تسهم في الحروب الدفاعية الحديثة.
ومع عودة الجدران العازلة في أكثر من دولة اليوم تعود البشرية إلى عصور الهمجية بعد أن أصبح البشر يتنقلون عبر الحدود خلسة (تهريب) ودون ثبوتيات شخصية، أو يبحرون في المياه الإقليمية على متون قوارب الموت.
وأمست الهجرة غير المشروعة وتسلل الإرهابيين مشكلة تؤرق الدول القابعة خلف جدرانها.
فلا ندري إن كان إنسان هذا العصر تقدم أم تراجع؟
www.salahsayer.com
salah_sayer@