يقتضي الاستجواب المقدم لرئيس الوزراء في مجلس الامة وقوف سموه على المنصة للرد على الاستجواب، وفي الاستقبالات الرسمية يقف الرؤساء على منصة الشرف لاستعراض الحرس وعزف النشيد الوطني، وعند تنفيذ القصاص بحق المجرم القاتل يقف المحكوم على منصة الاعدام، وعلى منصة التتويج يتسلم الرياضيون الكؤوس والدروع وقلائد الفوز، فما المنصة وما أصلها؟
نقرأ في «لسان العرب» لابن منظور «النص: رفع الشيء، وكل شيء اظهرته فقد نصّصته، وكل ما اظهر فقد نُصّ، ويقال نص الحديث الى فلان اي رفعه اليه، ونصت الظبية جيدها: رفعته، ووضع فلان على المنصة، بكسر الميم، اي وضع على غاية الفضيحة والشهرة والظهور، اما المنصة، بفتح الميم، فما تظهر عليه العروس لتُرى من بين النساء».
سواء بكسر ميم «المنصة» او فتحها تبقى منصة الاستجواب جزءا من آليات العمل البرلماني الذي هو عرضة للاختطاف والانحراف مثلما هو عرضة للرشاد وحسن التدبير، والمرء لا يملك سوى ان يردد مع القائلين «تهدى الامور بأهل الرأي ما صلحت فإن تولت فبالاشرار تنقاد».