في عام 1916 والحرب العالمية الأولى في طريقها إلى وضع أوزارها، اجتمع وزير الخارجية الروسي «سيرغي سازانوف» مع القنصل الفرنسي «فرانسوا جورج بيكو» وكان ثالثهما المندوب السامي البريطاني «مارك سايكس» وقرر الثلاثة تقاسم الامبراطورية العثمانية بحيث تكون سورية ولبنان ضمن النفوذ الفرنسي.
وتستولي بريطانيا على وسط العراق وجنوبه وفلسطين وشرق نهر الأردن.
وتكون الولايات التركية الشمالية والشرقية من نصيب روسيا التي لم تحصل على نصيبها بسبب اندلاع الثورة البلشفية عام 1917 وتغير نظام الحكم الروسي القيصري إلى النظام الشيوعي واختلال المعادلات الدولية.
***
في شهر أبريل عام 1920 في مدينة سان ريمو الايطالية عقد الحلفاء مؤتمرا لمناقشة تفاصيل الاتفاق الفرنسي- البريطاني أسفر عن جمع الولايات الثلاث (البصرة، بغداد، الموصل) وتأسيس «دولة العراق» تحت الانتداب البريطاني، وفي شهر أغسطس من العام ذاته أصدر المفوض السامي الفرنسي الجنرال غورو قرارا بضم مناطق (بيروت، البقاع، طرابلس، صيدا، صور) إلى متصرفية جبل لبنان وجعلها جميعا ضمن «دولة لبنان»، وفي عام 1922 قام الانتداب الفرنسي بتأسيس «الاتحاد السوري» الذي جمع بين حلب ودمشق، وبعدها بسنوات تم ضم الدروز والعلويين لتتشكل الدولة السورية التي حملت فيما بعد اسم الجمهورية السورية.
***
مثلما تقدم يمكننا القول إن اتفاقية سايكس بيكو مظلومة ولم تفرق بين العرب مثلما يشاع، بل دمجت الولايات العربية التي كانت خاضعة للحكم العثماني.
وجمعت موازييك المنطقة وأقامت الدول العربية الحديثة.
ورغم هذه الحقائق الساطعات فإن هذه الاتفاقية ملعونة عربيا ويشتمها الناس العرب ليل نهار، بوصفها (الاتفاقية التي قسمت الكعكة العربية)! وذلك من الأخطاء الشائعة والمفاهيم المغلوطة لدينا وما أكثرها.
وأختم بنقل المادة الأولى من اتفاقية سايكس بيكو وتنص على التالي «أن فرنسا وبريطانيا العظمى مستعدتان أن تعترفا وتحميا أي دولة عربية مستقلة أو حلف دول عربية تحت رئاسة رئيس عربي»!
www.salahsayer.com
salah_sayer@