التحولات الاجتماعية «المتعلقة بالمرأة على وجه الخصوص» تصاحبها في العادة شروح ونبوءات عميقة تفوق الشروح والتفاسير المصاحبة للتحولات السياسية والاقتصادية.
فالأخيرة قد تكون تحولات ناجمة عن طفرة خارج المسار الطبيعي «الثروة النفطية على سبيل المثال» بعكس التحول الاجتماعي الذي ينشأ بالضرورة عن تطور الوجدان الشعبي وتنامي الوعي بين الناس.
ومن يتأمل في ترحيب المجتمع السعودي بقرار خادم الحرمين الشريفين القاضي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة يدرك عمق ذلك التحول الاجتماعي بعد مرور سنوات على تعليم المرأة وانخراطها في سوق العمل في القطاعين العام والخاص.
***
يمكن القول ان تمكين المرأة السعودية من قيادة السيارة اسوة بالرجل، إعلان واضح عن حقيقة «التحول الاجتماعي» في المملكة العربية السعودية كما يمكن اعتباره (ثالثة الاثافي) بعد الإعلان عن «التحول الاقتصادي» الذي بشرت به وتسعى إليه رؤية 2030 والاستعداد لمواجهة اقتصاد ما بعد النفط.
وكذلك بعد «التحول السياسي» المشهود والذي تجلى في القرار التاريخي القاضي بنقل المسؤولية إلى جيل أحفاد الملك المؤسس (الشبان) ومبايعة سمو الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد. فهذه التحولات تشير في مجملها إلى جهوزية المملكة العربية السعودية لمواكبة العصر واستحقاقاته.
***
تقف البشرية اليوم، بأجمعها، على عتبة مرحلة تحولات عميقة تمهد الطريق إلى مرحلة دولية جديدة تتميز بزيادة المشاركات «النسوية والشبابية» في الحياة العامة وادارة الدول.
وقد ظهر ذلك جليا في الدول الأوروبية حيث النساء يتقدمن الصفوف لشغل المناصب الحكومية الرفيعة وحمل الحقائب الوزارية أو قيادة الحكومات، كما تشهد اوروبا ظاهرة «وزراء الفيسبوك» وبروز عدد من المسؤولين والوزراء والرؤساء الشبان الذين يمثلون الأجيال الطالعة.
وهنا تتضح أهمية وطبيعة التحولات الأخيرة في السعودية ومدى تناغمها مع العالم وجوقة النشيد الأممي.
www.salahsayer.com
@salah_sayer