أكتب عن التغيير القادم إلى المنطقة، وأشير ثانية إلى التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المملكة العربية السعودية، وآخرها التحول الاجتماعي الذي تجلى في السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة.
فمثل هذه التحولات سوف تنعكس، حكما وحتما، على المنطقة بأسرها.
وذلك لأسباب تتعلق بطبيعة وسرعة العصر، إضافة إلى مكانة المملكة وحجمها وموقعها ومدى تأثير قوتها الناعمة.
ففي الماضي تمكنت السعودية ودول الخليج من قيادة محور الاعتدال العربي وصموده بوجه محور التطرف «الناصري» ثم «الخميني» وقدر السعودية اليوم ومعها (دول مجلس التعاون الخليجي) قيادة المرحلة الجديدة، وذلك أمر طبيعي يفرضه ناموس الحياة ودور الأقوياء فيه.
****
إنها مسؤولية ناجمة عن «تأثير ثقافة الأقوى والأعمق حضورا» ولتوضيح الصورة أشير إلى مطاعم الوجبات السريعة المنتشرة في العالم وأغلبها مطاعم تقدم الوجبة الأميركية الشهيرة «الهامبورغر» وأشهرها سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» التي تعكس هيمنة الثقافة الأميركية على العقل البشري أو ما يسمى «ثقافة الماك» والتي تتمثل أيضا برواج أفلام «هوليوود» الأميركية بين جمهور السينما وسيطرتها على صالات العرض، كما أن الزي الشائع بين الناس في الشرق والغرب هو بنطال «الجينز» الأميركي، وهكذا تتعدد الأمثلة عن (تأثير ثقافة الأقوى) التي فرضت الهامبورغر ولم تفرض الفلافل!
****
أشير إلى أن البيتزا الإيطالية لم تنتشر في العالم إلا بعد أن (تأمركت) فعرفت البشرية وجبة البيتزا عن طريق مطاعم البيتزا الأميركية.
وأبقى في مجال الأطعمة والمطاعم وأسوق مثالا على قوة التأثير الخليجي في المجتمعات العربية التي لم تعرف الوجبة اليمنية الشهيرة «المندي» إلا بعد أن حملت تلك الوجبة الهوية السعودية أو الخليجية.
ولسنا نبالغ أو نتوهم حين نؤكد الثقل الخليجي في حياة العرب وقدرة المجتمع الخليجي على التأثير وقيادة المرحلة المقبلة، خاصة إذا عرفنا أن الخبراء يتوقعون أن يصبح الاقتصاد الخليجي الموحد سادس أكبر اقتصاد في العالم عام 2030 يعني «بعد بكره»!
www.salahsayer.com
salah_sayer@