في لهجتنا المحلية نقول «تَوَهَقْ» بمعنى تورط، ونضيف فنقول «توهق البطل» وهذه عبارة نطلقها في وصف الشخص الذي يتورط في مشكلة ويفقد وسيلة الخلاص، وكلمة البطل جاءت من أبطال أفلام السينما الذين يقعون في ورطات كبيرة مع العصابة ثم يخرجون من الورطة بحلول سينمائية خيالية لا تتوافر في الواقع المعيش.
أما في سينما السياسة الكويتية فقد «توهق» الجميع، البطل والعصابة والكومبارس والمنتج والمخرج والكاتب والممثلون والمصور وحتى الجمهور الذي يشاهد هذا الفيلم الكويتي الطويل. فإذا كانت السينما هي الفن السابع فقد تمكن الكويتيون في عالم السياسة من تقديم الفن السابع عشر.
إن هذه الأعاجيب التي تجري على الساحة السياسية والإعلامية ليس من السهل رصدها أو تحليلها أو إخضاعها للفحص المخبري، فهي أعاجيب لا يلخصها مسرح العبث أو روايات الخيال العلمي، ولا يمكن تصويرها في الأعمال الكرتونية أو الرسوم المتحركة.
إنها هرولة في فضاء المجهول والخيال والرعب والانتحار. وفي علوم «الفلك والكَلَكْ» يطلق على هذه الحالة اسم «الاهعخاغ» والكلمة لا معنى لها، تماما كالذي يجري!