شاهدت فيلم «عصيان في حقل الشيلم» Rebel in the Rye الذي يعرض لسيرة حياة الكاتب الأميركي الراحل دي جي سالينغر المولود لأب يهودي وأم كاثوليكية، وهو الكاتب الذي اشتهر بغرابة شخصيته وحرصه على العيش في عزلة عن المجتمع رغم نجوميته كمؤلف قصصي لامع، كما أنه توقف عن النشر رغم العروض المغرية التي كانت تقدمها له دور النشر، بيد أنه استمر بالكتابة تاركا بعد رحيله 15 مخطوطة.
وقد اعتنق سالينغر الديانة البوذية بعد أن شعر بأنها تطهر روحه من الذكريات المرعبة والآثار السلبية التي لحقت بها جراء مشاركته في الحرب العالمية الثانية.
> > >
عام 1951 صدرت للكاتب رواية «حارس في حقل الشيلم»catcher in the Rye والتي تمت ترجمتها إلى العربية بعنوان «الحارس في حقول الشوفان» والصواب الشيلم.
وقد تسببت الرواية في شهرة صاحبها وترجمت إلى معظم لغات العالم وتم طبع 65 مليون نسخة وأدرجت في قائمة أفضل 100 رواية.
والقصة تدور حول مراهق متمرد، وتتناول إشكالية الانتماء وضياع الهوية، وقد أثرت تأثيرا بالغا في المراهقين. ويمكن القول إن سالينغر رفع سوطا كبيرا جلد به مجتمعه الأميركي قبل أن يدير ظهره لهذا المجتمع ويغلق بابه على حياته الخاصة.
> > >
نعجب بتقدم وقوة أميركا والدول الغربية ونحسب أن تقدمهم بسبب تفوقهم العلمي (فقط) غير أن حياة هذا الكاتب تشير إلى ملمح أخاذ في حياة المجتمع الغربي عموما.
فالكاتب البوذي وضع كتابا خطيرا «تم وصفه بالمؤامرة الشيوعية على أميركا» ورفض قيم المجتمع واعتزل الناس ورفض إجراء المقابلات الصحفية وعروض المنتجين لتحويل قصصه إلى أفلام سينمائية.
كما رفض ديانة أبيه اليهودية وديانة أمه المسيحية، ورغم هذا احترم المجتمع قناعته وخصوصيته فعاش معززا مكرما حتى توفي عن 91 عاما.
وبعد الوفاة تم تكريمه بإنتاج عدد من الأفلام الروائية والوثائقية التي تتناول سيرته.
www.salahsayer.com
salah_sayer@