نحرص في الصغر على اداء الواجبات لأن التعليم في المدارس يفرض علينا «حل الواجب المنزلي» والتحضير لدرس الغد أو مراجعة الدروس خشية الرسوب في الامتحان. وحالما نكبر ننسى الواجب ونغفل عن أهمية التحضير أو الاستعداد لما هو آت. لهذا تجدنا نتخبط في مواقع الأفعال أو الأعمال، فنجتهد كيفما اتفق وقد نعمد إلى التخمين و«أنت وحظك» لأننا لم نتعود أو نتدرب على التحضير الجيد، فنترك الأمور «تسير على البركة.. وساعتها للمشكلة ألف حل وحل» فالصدف تحكمنا وتضبط سيرنا ويكفينا «دعوات الأمهات» ويندر فينا من «يعقلها ويتوكل»
***
يمارس الطفل شتى صنوف الكسل والشقاوة والنزق والازعاج ورمي الفضلات في المنزل فتسكت الأم عن طفلها وتتجاهل دورها في تربيته وتدريبه على السلوك القويم لانشغالها بمشاهدة مسلسل مكسيكي، وعندما يواصل الطفل ممارسته غير السوية خارج المنزل على مرأى من الناس في المحافل الاجتماعية أو الأسواق تشعر الأم بالإحراج وتتذكر واجباتها المنزلية «الفريضة الغائبة» فتبدأ في اطلاق التحذيرات والتعليمات التربوية و«افعل كذا ولا تفعل كذا» فيضطر من حولها إلى الاصغاء لدروس تربوية كان يفترض ان تقال في المنزل لا في الأمكنة العامة.
***
ليست الأم وحدها من ينسى واجباتها. فهذه ظاهرة نرصدها في العديد من المجالات وعلى مختلف الصعد. فالمدير الذي لا يحسب حساب الازمات ويستعد لها بالتحضير والحيطة ومراجعة جميع الاحتمالات، تجده حالما تقع المشكلة يتخبط ويشرع في اتخاذ القرارات العشوائية، بعضها يصيب وأكثرها تلحقه الخيبة. ولهذا ينجح المسؤول الذي يتمتع بتفكير استراتيجي فينظر إلى ما بعد المشهد الراهن ويتحوط له. ففي التجارة والزواج والعمل وسائر مناشط الحياة اعتاد معظم الناس على عدم فتح ملف الواجبات وإغفال أهمية التحضير الجيد والاعتماد على المنقذ العالمي «السيد حظ» فالذي يفشل لا يفشل بسبب عدم القيام بواجباته بل لأن الحظ خالفه ولم يحالفه!
www.salahsayer.com
@salah_sayer