لا رؤية واحدة تجمع البشر، فلكل شخص رؤيته وقدرته على تحليل وتفسير ما يدور حوله.
فالبعض يقارب الأحداث السياسية ويفسرها انطلاقا من شخصيته الهادئة والمسالمة فنجده يحسن الظن بالآخرين ويرى بأن «عاصفة الحزم» كانت خطوة مستعجلة وأن حسم الأمور في اليمن كان ينبغي أن يتم عبر (الحوار) وينسى أن العالم بأكمله بدوله ومنظماته بما فيه دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن حثّ ولم يزل على الحل السياسي والتمسك بمخرجات الحوار الوطني.
والفرسان يحاربون من أجل السلم لا من أجل سفك الدماء. فما الذي يمكن أن يفعله الفرسان العقلاء إزاء طرف يتجاهل الحوار ويصر على تحوله إلى مخلب للآخرين في جزيرة العرب؟!
****
البعض الآخر تغلبه العاطفة فيخلط بين الأمنيات والتوقعات أو قراءة الأحداث، ولأنه يتمنى سرعة عودة الأحوال الآمنة والطبيعية إلى المجتمعات العربية بعد فوضى «الجحيم العربي» نجده سريع السخط على الردود الأمنية الرسمية القاسية ضد الأشرار الإرهابيين، فيدعو إلى ضرورة الحوار مع (المعارضة) ويتجاهل أن للمعارضة السياسية تعريفات محددة ليس منها قتل رجال الأمن أو حرق المرافق العامة أو التآمر على الدولة، فتلك جرائم تستدعي الحزم وردع المجرمين المتعطشين للسلطة.
فالعاطفي ولأنه يتمنى أن تتحول الجماعات الشريرة إلى حزب سياسي لا ديني يصر على أن يلبسهم لبوسا على غير مقاسهم.
****
بعض التفاسير والشروح والمقاربات في مجتمعاتنا العربية تنطلق من سطوة وسائط الإعلام الغربية على أذهان من عطلوا ملكات التحليل لديهم وأضعفوا قدرتهم على النقد والتفكير وصدقوا المصادر الغربية وكأنها الحق الذي لا يأتيه الباطل.
وتبقى الشريحة الكبرى المتمثلة في جماعة «مع الخيل يا شقرا» التي تصدق وتتبع الرأي السائد في مواقع التواصل الاجتماعي الواقعة تحت هيمنة الحسابات التابعة لأجهزة استخبارات بعض الدول وجماعات الإسلام السياسي وهي حسابات مدربة وقادرة على غمر المواقع بالأكاذيب والإشاعات والتفاسير المغلوطة حتى يتشكل «رأي عام افتراضي» لا يعبر عن المشاعر الحقيقية للناس.
www.salahsayer.com
salah_sayer@