يتعامل البعض مع أوطانهم بخفة واستهتار فيكتبون وينشرون ويصرحون دونما إحساس من ولاء أو وفاء أو احترام للوطن الذي يتعرض إلى مخاطر حقيقية يخطط لها وينفذها الأعداء والخصوم.
وقد برزت هذه الظاهرة المقززة والبشعة مع تزايد حمى ما يسمى بالربيع العربي بعد ان شاهدنا وسمعنا ورصدنا كيف أن فشل البعض في خطف الحكم أو حتى ضياع فرصة التسلط على الناس دفعهم إلى شن الحرب الإرهابية بهدف تمزيق الوطن وتعريضه لصنوف القلاقل والمشكلات والتشكيك به متناسين انه في نهاية الأمر، وطنهم ومركض طفولتهم وذكريات صباهم.
****
أحد هؤلاء وجد في الأحداث الدامية الأخيرة في إيران فرصة مناسبة يقدح فيها بوطنه الكويت فكتب ان «المعترضين على قمع التظاهرات الشعبية في إيران يتجاهلون المتظاهرين في الكويت الذين تم سجنهم بسبب كسر طفايات سجائر وخدوش في باب خشبي» وفي ذلك الكلام غير المسؤول مجموعة أكاذيب صارخة فادحة، وينطوي على عدم احترام لعقول السامعين أو القارئين، كما انه ينطوي على إساءة للقضاء.
ذلك ان الذين تجاوزوا القانون واعتدوا على الموظفين الحكوميين وهددوا السلم الاجتماعي حظوا بمحاكمات عادلة شهدها القاصي والداني.
****
إنها مقارنة غير منطقية مثلما هي مقارنة غير أخلاقية.
فالمتظاهرون في إيران لديهم قضايا معروفة مثل قضية الفقر أو تردي الأوضاع المعيشية في بلادهم أو تزايد نسبة البطالة، وقد قمعهم الحرس الثوري بقسوة مفرطة حين أطلق الرصاص عليهم، الأمر الذي تسبب في سقوط عشرات القتلى وتم اعتقال الآلاف من المحتجين دون محاكمات على عكس ما جرى في قضية اقتحام مجلس الأمة أو المسيرات الفوضوية التي كانت تسيرها حسابات وهمية أو إشاعات لا أساس لها، لهذا يتوجب القول انه من غير الملائم تصيد ما يجري في الدول الأخرى وإسقاطه على الأوطان دونما رحمة أو رأفة بهذا الوطن أو ذاك.
www.salahsayer.com
salah_sayer@