أثناء عودة السيد مسلم البراك «عضو سابق في البرلمان» إلى البلاد لتسليم نفسه للجهات المختصة تنفيذا للحكم الصادر بحقه في قضية اقتحام مجلس الأمة، وحالما وصل الرجل الذي يتمتع بشعبية طاغية إلى المنفذ الحدودي الكويتي هب الجميع بمن فيهم رجال الأمن المناوبون لإلقاء التحية عليه في مشهد حضاري رائع.
ذلك أن منزلته الاجتماعية ونجوميته السياسية لم تعرقل الإجراءات القانونية بحقه حيث اقتيد فور وصوله إلى التنفيذ الجنائي. غير أن هذا المشهد «الزين» لم يعجب البعض واعتبره «شين» كما اعتبر تصرفات رجال الأمن معيبة وتخدش هيبة الدولة.
> > >
الكويت دولة صغيرة المساحة قليلة السكان ومعظم شعبها يعرفون بعضهم بعضا. والمواطن الكويتي الذي لم تجده في عزاء فلان تجده في فرح علان.
وفي الأمثال الشعبية ما يؤكد ذلك مثل قولهم «قال: صفوا صفين.. قال: نحن اثنين» لهذا لا ينبغي أن نعجب من مشهد احتفاء رجال الأمن بعضو البرلمان السابق والتصوير معه.
فالمبادرة بالسلام وإلقاء التحية وإبداء الاحترام الشخصي خصال اجتماعية حميدة نفخر بها مثل فخرنا برجال الأمن الذين قاموا بأداء واجبهم الرسمي ونفذوا الإجراءات المطلوبة حسب القانون، خاصة وأن السيد مسلم البراك احترم قرار المحكمة وعاد إلى البلاد عن طواعية.
> > >
الأشياء الجميلة التي تستدعي الزهو الوطني لا ينبغي مقاربتها على نحو يغير من صورتها الحقيقية ويحول جمالها إلى قبح ويقلب «الزين» إلى «شين» فذلك استعجال وتصيد يذكرنا ببعض الذين تهكموا على السعودية بسبب ترؤس وزير الدولة السعودي لوفد بلاده إلى مؤتمر دافوس وهو الذي كانت هيئة مكافحة الفساد قد احتجزته وحققت معه في وقت سابق.
فكان من الواضح أن التهكم بغرض تحويل الإيجابي إلى سلبي.
أما حقيقة القصة السعودية فتعكس مفخرة وطنية ينبغي الزهو بها حيث المساءلة تطول الجميع بمن فيهم الوزير (مستشار الملك) كما أنها قصة تؤكد أن التحقيق والاحتجاز لا يعيب المرء أو يخدش مكانته ولا يستدعي الأحقاد والانتقام.
www.salahsayer.com
salah_sayer@