في قواميس اللغة العربية ولهجاتها الكثيرة توجد ألفاظ حسنة المعنى يقصد بها معنى سيئ ومناقض لها.
مثل كلمة «سليم» وتعني اللديغ الذي لدغته الحية أو العقرب، وذلك من باب الاستبشار بالسلامة.
وفي لسان العرب يقول ابن منظور: «سمي اللديغ سليما لأنهم تطيروا من اللديغ فقلبوا المعنى.
كما قالوا للفلاة مفازة فتفاءلوا بالفوز وهي الصحراء المهلكة» وكما في مصر يقولون عن المريض انه بعافية على سبيل التمني له بالعافية.
ويحدث هذا التضاد في اللغة العربية لأسباب كثيرة منها التفاؤل فيطلقون على الأمر السيئ لفظا حسنا على أمل أن يصبح كذلك.
> > >
وعلى ذلك المنوال يمكن أن نفسر لماذا اطلق خبراء السياسة وعلماء الاجتماع على الحاكم وحكومته في بعض الدول العربية لفظ «نظام» رغم ابتعادهم عن هذا المعنى الإيجابي وافتقارهم للنظام والانتظام حيث الفوضى و«الهمبكة والدربكة» تضرب أطنابها في مفاصل الدولة منذ أن اغتصب حكامها العرش.
فمن الجائز أن يكون العلماء والخبراء العرب قد استفادوا من مزايا اللغة العربية فسخروا «التضاد» في اللغة لخدمة الاسم الجديد فأطلقوا على التنظيم الحاكم لفظ «نظام» على سبيل التفاؤل والاستبشار بأن يصبح في المقبل من الأيام نظاما محترما.
> > >
العجيب الغريب أن بعض «الأنظمة السياسية العربية» ليس لها من أسمائها وأوصافها نصيب بعد أن أثبتت للعالمين وبالأدلة القاطعة أنها ليست «أنظمة» ولا «سياسية» ولا «عربية» حيث يتولى الحكم «تنظيم» فوضوي يجهل أفراده السياسة ولا يسعون إلى خير العرب.
أما الأغرب الأعجب بعض مواطني الدول الخليجية الذين يصدقون أصحاب الحناجر الزاعقة الناعقة وهم يطلقون الاتهامات ضد الأنظمة السياسية «العربية» بالمطلق(!) فيشمل الكلام دولنا الخليجية، وحين ندقق في تفاصيل الاتهامات لا نجد فيها ما ينطبق على بيوت الحكم الحكيمة في الخليج التي قادت بلدانها إلى العمار والتطور والاستقرار.
www.salahsayer.com
salah_sayer@