الآلة الإعلامية والفنية الأميركية مستمرة في شن حروب الانتقام ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب. فبعد فيلم Mark Felt الذي سعى إلى تذكير الناس بفضيحة «ووتر جيت» التي تسببت في سقوط الرئيس ريتشارد نيكسون وخروجه من البيت الأبيض. تقدم هوليوود، هذه الأيام، فيلما (مسيسا) آخر يحمل عنوان The Post والذي تدور أحداثه حول معركة حقيقية خاضتها صحيفة واشنطن بوست الأميركية ضد الرئيس نيكسون عندما نشرت تقارير سرية مسربة من «الپنتاغون» تتعلق بحرب فيتنام. وعند الاختصام في ساحة القضاء انتصرت المحكمة العليا للصحافة وأكدت حقها في النشر!
>>>
النجاح الفني المذهل والمشهود للفيلم لا يمنع الاشارة إلى شراسة هوليوود مع خصومها سواء كان أولئك الخصوم من أعداء أميركا في الخارج أو من الأميركان أنفسهم. فهذه الماكينة الفنية العملاقة عملت طويلا على رجم النازية والشيوعية بلا هوادة. وداخليا هي (السينما التي أساءت التعامل مع الهنود الحمر) حسب تعبير الممثل الأميركي مارلون براندو. وقد شكلت تلك الإساءة سببا لرفضه تسلم جائزة الأوسكار. كما نلاحظ هذه الأيام عودة الصناعة السينمائية إلى إنتاج أفلام لأغراض سياسية «مفضوحة» مثل نبش قبر الرئيس الأسبق نيكسون من أجل الانتقام من الرئيس الحالي دونالد ترامب!
>>>
عندما يدخل هذا الإعلام العملاق في خصومة مع طرف آخر، فمن الطبيعي أن يكون هو «الخصم والحكم» وذلك لقدرته على التأثير في الرأي العام. لذا فمن المنطقي أن تكون حروبه التي يشنها على خصومه غير مقدسة بل مدنسة بالاستقواء والانحياز والسعي إلى شيطنة الخصم، مثلما تفعل هوليوود والصحافة مع الرئيس ترامب. فإذا كان «فصل السلطات» يقوم على أساس «السلطة تحد السلطة» حسب مونتيسكو، وإذا كانت الديموقراطية تعتبر الإعلام سلطة رابعة. فمن يحد «سلطة الإعلام» الذي قام، بشاشاته الكبيرة والصغيرة ومطابعه واستطلاعاته، بتضليل العالم بأكمله في الانتخابات الأميركية الأخيرة التي فاز فيها المرشح الأصهب بسلاح صغير اسمه.. «تويتر»!
www.salahsayer.com
salah_sayer@