في عوالم التواصل الاجتماعي ومع كل احتفالية خليجية تتعلق بالإبل تخرج علينا أنكر الأصوات لتنهق وتنعق وتسطر الشتائم وهجمات الازدراء ضد الإنسان الخليجي والتندر على اهتمامه بالأباعر.
وكذلك الأمر مع بعض الموتورين الحاقدين من العرب الذين كلما شطحوا نطحوا وراحوا يصفون أهل الخليج، عند اول خصومة معهم، بأنهم بدو مغرمون بالإبل.
وكأن الخليجي يرتكب معصية كبرى حين يفخر بتراثه، ويتوجب عليه ان يتوب ويطلب الصفح ويتنكر لهذا التراث العربي الأصيل وعوضا عن الجمل يحتفل بدبّ (الباندا) حتى ينال صفة المتمدن!
> > >
كانت الغابات في العصور القديمة تغطي الجزيرة العربية وبعد التحولات المناخية وتفاقم الجفاف تمدد التصحر فيها وتعاظمت الرمال فلم يجد سكان المنطقة أفضل من الجمل (سفينة الصحراء) الذي اسعفهم في التنقل والعيش في الصحراء. فكانت المطايا، الرواحل، الركائب خير معين في السلم وفي الحرب.
تغذي الانسان الخليجي بلحوم الإبل وشرب ألبانها، وغزل من وبرها ثيابه، واعتنى بها، وحولها إلى قاطرات تجارية في قوافل برية تحمل السلع إلى الأسواق القصية، واحتلت الإبل مساحات كبيرة في الشعر العربي القديم والشعر الشعبي والأمثال الشعبية في الكويت والسعودية وقطر والامارات وعمان والبحرين.
> > >
وفاء الإنسان الخليجي يتجلى بعدم تنكرنا لهذا الحيوان النافع واصرارنا على الاحتفال به وتنظيم سباقات الهجن ومزاين الإبل، تماما، كمثل مهرجانات وسباقات الخيل في بريطانيا وسائر دول العالم التي كثيرا منها تتخذ حيوانا ما رمزا وتميمة وطنية لها مثل الأسد والنسر والحصان.
ومخطئ من يعتقد أن الجمل مرتبط بالصحراء والبدو وحدهم. فالجمل في الماضي وسيلة للنقل والانتقال في القرى والحواضر، وأشير إلى (قهوة بوعباس) المقهى المطل على الفرضة في مدينة الكويت القديمة.
وقد كان لصاحب المقهى المرحوم رضا تقي أشكناني (جمل يجلب به الماء صباح كل يوم لقهوته من آبار الشامية) حسب كتاب «الحرف والمهن القديمة في الكويت» للباحث محمد عبدالهادي جمال.
www.salahsayer.com
salah_sayer@