كتبت في الأيام الماضيات عن المخاطر التي تكتنف النشاط الدعوي (الخليجي) في الخارج. وأعيد التحذير من مغبة انعكاس ذلك النشاط الديني سلبيا على دول مجلس التعاون الخليجي، واحتمال قيام الدول الأفريقية والآسيوية التي تشكل شعوبها مادة لتلك الأنشطة الدينية بتوجيه الاتهامات إلى المؤسسات الدعوية الخليجية ومن ثم اتهام دولنا بالتدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول. خاصة وان رقابة الحكومات الخليجية على الأنشطة الخارجية التي تقوم بها هذه الجمعيات الدينية شبه مستحيلة في وقت تداخلت فيه وجوه (الدعاة) مع وجوه الدواعش، واختلط الحابل بالنابل.
> > >
ان مقولة «الاسلام دين ودولة» كما تشيع جماعات «الاسلام السياسي» تنطوي على تفاصيل وابعاد (سياسية) بالضرورة تنقل الدين الحنيف من العبادة إلى السياسة الساعية إلى التغيير. وفي طبيعة الحال فإن ذلك (التفكير الديني السياسي) لا يروق للعديد من الحكومات أو الشعوب الأخرى غير المسلمة والتي كافح بعضها الافكار الشيوعية (أو المناهضة للشيوعية) الساعية إلى التغيير في بلادها. لهذا على من ينتقد إيران على سعيها إلى تصدير الثورة الاسلامية (الخمينية) ان يبادر بمنع تصدير الأفكار الدينية (السياسية) للآخرين بحجة هدايتهم إلى الدين الحنيف.
> > >
التوقف عن الأنشطة الدعوية (الخليجية) في دول العالم لا يتعارض مع الدين. وسبق ان ذكرت بعض الأمثلة حول امتناع المجتمعات المسلمة عن ممارسات وأحكام أقرها الدين الإسلامي مثل الرق والرجم وقطع يد السارق. تماما كما فعلت العديد من الأمم والشعوب والمجتمعات حين أدركت أن بعض موروثها الديني أو الثقافي ما عاد يتفق ومبادئ العصر الحديث. لذا ينبغي القول ان على المجتمعات والحكومات الخليجية ان تتوقف عن رعاية هذه الانشطة المحفوفة بالمخاطر والتي قد تؤلب علينا الدول والحكومات الاخرى. فيخسرون هم الحياة الآخرة (من وجهة نظرنا) ونخسر نحن الحياة الدنيا!
www.salahsayer.com
salah_sayer@