هل صحيح ان الحياة مدرسة وان الايام خير معلم للناس فيها؟ اذا كانت الاجابة بـ «نعم». فهل يخضع الطلبة في مدرسة الحياة للامتحانات مثلهم مثل طلبة مدارس المعارف والتعليم؟ هل يرسب بعضنا؟ وبعضنا ينجح؟ وهل للنجاح مستويات وتقديرات مثل الجيد والممتاز؟ وان كانت المدارس والمعاهد والجامعات تمنح الدارسين فيها شهادات فمن يمنحنا شهادات النجاح والرسوب في هذه الحياة الدنيا؟
هل عناصر النجاح في مدرسة الحياة هي نفسها عناصر النجاح في دور العلم؟ فالمثابرة والذكاء والمذاكرة والقدرة على الفهم والحفظ والتعبير عناصر اساسية لنجاح التلاميذ والطلبة، غير ان الكثيرين من المثابرين الأذكياء الاتقياء الانقياء في مدرسة الحياة رسبوا في حياتهم الاجتماعية او العملية او نحوها في وقت شهد نجاح الأغبياء الأدعياء الكسالى العاجزين عن الفهم والتعبير.
الأجهزة التعليمية تصدق الشهادات العلمية وتحدد معايير الاعتراف بها مثلما يصدق المجتمع شهادات الحياة دون معايير محددة، فنحن نفهم انظمة التعليم في المدارس لكن لا احد بمقدوره فهم نظام التعليم في هذه المدرسة المفتوحة التي تدعى الحياة!