قبل حوالي عقد من الزمان، وتحديدا منذ أن ضرب زلزال (عقيدة أوباما) المنطقة ونحن لم نزل نجني القطاف المر ونخرط الشوك العضوض. فقد تسبب ذلك الزلزال المجنون والملعون بإصابة (الاسلام السياسي) بلوثة إجرامية أماطت اللثام عن تقيته المعهودة وهدوئه المستعار وشعاراته الكذوبة كتيار (محافظ)! فخرج من جوفه الشر المخبوء ضد (البشرية التي ارتدت إلى الجاهلية ونكصت عن لا إله إلا الله) وضد أهله وقومه وبني جلدته (بمن فيهم أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع) حسب أقاويل سيد قطب!
***
أربك زلزال (عقيدة أوباما) المناخ السائد في المنطقة وتسبب في نشوء عاصفة (الربيع العربي المسموم) الذي أوهم (الاسلام السياسي) باقتراب حلمه باغتصاب السلطة المدنية، والعودة بالمجتمع الحديث إلى قرون خلت وتكرار ما فعله خميني في إيران. غير أن حركة الأعاصير والعواصف غير مرتبطة بأحلام الجماعات السياسية أو أمنياتهم أو أوهامهم، حيث الرياح في واقع الحياة تجري بما لا تشتهي السفن. الأمر الذي دفع الاسلام السياسي إلى مرحلة جنون العظمة، وتوهم ساعة الصفر، والإقدام على الخيار الشمشوني والسعي إلى هدم الأوطان بمن فيها. حسب المقولة الشهيرة (إما نحكم البلد أو نحرقها).
***
بعيدا عن التصنيفات الاستخباراتية والإعلامية التي تردد أسماء مثل (أنصار بيت المقدس) أو (تنظيم الدولة الإسلامية) وبقية الدكاكين الجهادية. فإن الراصد الحقيقي يعرف ان جهنم واحدة وفيها يتم تصنيع الشر في قوالب مختلفة، وان الأبالسة يولدون من رأس الشيطان لا من رحمه، وان الخطر الساحق الماحق يكمن بالأفكار لا في الأوكار. ومثلما يبدو فإن الحرب مع الأشرار طويلة وقد تتسع جبهات القتال وتبلغ حمى الدول الخليجية وتتحول إلى حرب استنزاف يمدها الأعداء بأسباب الاستمرار. إنها حرب شرسة وغير معهودة نخوضها ضد ذواتنا على جبهات القتال المشتعلة في عقولنا وضمائرنا، والله المستعان.
www.salahsayer.com
salah_sayer@