مع تزايد المنصات الكلامية في عالم الإنترنت سقطت، في بلادنا مهابة الحقيقة، وفقدت القيمة سموها ومنزلتها الرفيعة. بعد أن مكنت الشبكة العنكبوتية جميع أحفاد آدم، عليه السلام، من حرية (الرغي) والتطاول على الآخرين ونشر الأوهام والأكاذيب والهذر الرخيص دونما دليل أو سند. وعلى سبيل المثال أشير إلى القطاع الخاص في الكويت الذي أصبح في مرمى الصبية والجهلاء الذين يتهمون التجار بالسرقة وامتصاص دماء البلد، ويعتبرون كل اجراء تقوم به الحكومة لتسهيل عمل القطاع الخاص بهدف تمكينه من القيام بدوره الحيوي هو فساد وضد مصلحة البلاد والعباد.
>>>
عوضا عن الفرحة والابتهاج بمناسبة قيام شركة «طيران الجزيرة» بافتتاح مبناها الجديد والذي يعتبر إضافة حقيقية ومهمة في مجال السفر والسياحة في الكويت لما يقدمه من خدمات للمسافرين. راح البعض يلطم وينوح ويغمز من قناة شركة الطيران الخاصة، ويتهم الحكومة بتجاهل الخطوط الجوية الكويتية (الناقل الوطني) وقد نسي ذلك البعض، أو جهل، أن تجار الكويت هم الذين أطلقوا خدمات النقل البري والجوي في الكويت الحديثة، ناهيك عن تأثيرهم البالغ في تطور النقل البحري مذ كانت هذه البلاد وتخلقت في رحم (الفرضة) الميناء القديم.
>>>
صادف تزايد (الهذر مذر) على منصات الكلام تفاقم نزعة الطمع والحسد في المجتمع. فأصبح كل من هب ودب يشكك بالتجار ويطعن في ذممهم وسمعتهم، بعد أن نسي أولئك (الهبدبيون) من فئة (هب ودب) ان القطاع الخاص (التجار) هو من أرسى دعائم البلاد في الماضي عبر (الميناء القديم) كما أن مستقبل البلاد معقود على هذا القطاع الذي سوف يحول الكويت إلى (مركز تجاري ومالي) حسب رؤية 2035 لهذا ينبغي التذكير بأن مثل هذه الذهنية (الهبدبية) المنغلقة والسلبية والمشككة بالآخرين لا تشكل بيئة صالحة للرؤى الطموحة والوثبات النهضوية الكبرى.
www.salahsayer.com
salah_sayer@