يتميز بعض الأشخاص بقدرات تفوق القدرات الطبيعية للبشر. فهناك من يركض كمثل فهد أو غزال. وبعض الناس، كما الصقور، يمتلكون قدرة إبصار مدهشة فيتمكنون من رؤية الاشياء على مسافات بعيدة. وهناك الأقوياء الأشداء الذين يتمتعون بقدرات بدنية خارقة. وفي الأزمنة القديمة كان الملوك وقادة الجيوش يحرصون على البحث عن الخوارق من البشر للاستعانة بهم في الحروب. فالشخص (الشواف) حاد النظر يمكنه رؤية جيش الأعداء قبل بدء المنازلة التي خلالها تبرز أهمية الجندي القوي البدين، وكذلك أهمية العداء السريع في حروب تعتمد على الكر والفر والصدام المباشر.
***
كان خرق أو تجاوز القدرات الطبيعية للبشر مرهون بخلقة الناس الذين يولد بعضهم بهذه المهارات النادرة حتى تمكنت البشرية من صناعة الآلات وتطوير القدرات الآدمية. فالمنظار يضاعف الرؤية الطبيعية ويجعلك تشاهد ما تعجز الصقور عن مشاهدته. والمنظار الليلي يمكن الانسان من الإبصار في العتمة. أما العجلة فزادت من سرعة تنقل الناس وكذلك الرافعة زادت من قدرة صانعها على حمل الاشياء. ناهيك عن الطائرات والصواريخ وقدرة الحاسبات الالية على اجراء العمليات الحسابية المعقدة في ثوان سريعة.
***
بمرور الوقت اختلفت الاحوال عن ذي قبل و(الدنيا دوارة) وما كان في الماضي لن يتكرر في المستقبل. فلن يولد بين الناس «شمشون الجبار» بعضلاته المفتولة ولا «زرقاء اليمامة» بحدة نظرها، ولا «السليك بن السلكة» في سرعة الجري. ذلك ان القدرات الخارقة للالة حلت محل قدراتنا الطبيعية وتجاوزتها كثيرا وما عاد في مقدور الإنسان (القوي/الضعيف) مجاراة صنائعه المدهشة. ولم يتبق من مضامير للبشر الخوارق سوى ملاعب الرياضة وحلبات السيرك! أما الحروب فما عادت بانتظار السيد عنترة ليخوض غمارها فوق حصانه الأبجر. ذلك ان المهندسة (عبلة) الحاصلة على شهادة الماجستير في علم الذكاء الاصطناعي قادرة على توجيه الصواريخ لاصابة الأهداف بدقة.
www.salahsayer.com
salah_sayerA@