يشاهد البشر في جميع أنحاء المعمورة المباريات الرياضية ويتابعون أخبارها في مختلف الرياضات واللعبات. فالهنود والبريطانيون والباكستانيون، على سبيل المثال، يتابعون رياضة الكريكت، والشعب الأميركي يشاهد مباريات كرة القدم الأميركية أو البيسبول، وشعوب أخرى تتابع مباريات كرة القدم أو كرة السلة، أو يحرصون على متابعة بطولة ويمبلدون لرياضة التنس. وقد يتجاوز اهتمام البعض أخبار الرياضة إلى الرياضيين أنفسهم، فيتابعون تفاصيل حياتهم الخاصة، مثل أنواع سياراتهم وأين يقضون إجازاتهم.. وهكذا.
> > >
اهتمام الشعوب بالرياضيين لا يتعدى حدود الأرض وغلافها الجوي، على عكسنا نحن الذين نقلنا حكايات الرياضيين من الأرض إلى السماء، بعد أن أمسى عالمنا سماويا لا أرضيا. فرغم أن اللاعب المصري محمد صلاح يلعب على أرض الملعب وسقط على الأرض، فإننا حرصنا على نقل إصابته إلى السماء حين روّج البعض أن إصابته الأخيرة كانت عقابا من الله بسبب إفطاره في شهر رمضان، فرد عليهم شيخ أزهري بأنه فطر برخصة شرعية. فالناس في المجتمعات الأخرى قد يختلفون حول النادي الذي سوف يلعب فيه اللاعب في الموسم القادم ونحن نختلف حول مصيره الأخروي.. الجنة أم جهنم؟
> > >
لم يكتف القوم باللاعب المصري (المسلم) محمد صلاح، فقد شمل اهتمامهم (السماوي) خصمه اللاعب الإسباني راموس الذي عرضه للإصابة، فانتقل ملف راموس من الأرض إلى السماء. وفي أحد التلفزيونات ظهر على الشاشة مذيع يطلب من المشاهدين الابتهال إلى الله سبحانه وتعالى بأن يلحق الضرر بالإسباني راموس! ولضمان فاعلية الضرر قام المذيع بطلب (توحيد الدعاء) وحدد موعد (الفجر) لإطلاق الدعاء. وقام أحد المعتمرين، وهو في رحاب مكة المكرمة، بتصوير ورقة كتب عليها دعوته إلى الله الرحمن الرحيم بالانتقام من إنسان اسمه راموس!
www.salahsayer.com
salah_sayer@