في المجتمعات العربية قد تخرج مظاهرات غاضبة تهتف ضد الحكومة بسبب ارتفاع الأسعار.
وتتشكل هذه المظاهرات من جماهير غفيرة لا تجد فيها شخصا واحدا يمتلك الشجاعة ليواجه (ذاته) قبل مواجهة الحكومة أو الشرطة.
فينتهز فرصة اتجاه الحكومة إلى فرض ضرائب أو رسوم أو ارتفاع الأسعار، ليعيد النظر في طريقة إدارته لحياته الشخصية، ويبدأ بمراجعة الكثير من العادات والأنماط المعيشية التي تشجع على المزيد من الاستهلاك وتدفعه إلى هدر راتبه أو مدخوله المالي في مصارف هامشية أو استعراضية لا داعي لها ويمكن الاستغناء عنها وتوفير المال المهدور.
> > >
نحن خبرنا الخدم، قديما في قصور الحكام والأثرياء.
أما اليوم، فالكثير من العرب يحتاجون لمن يخدمهم، رجال ونساء وأطفال.
وقد تجاوزت ظاهرة «الخدم المقيمين في المنزل» المجتمعات الخليجية «الثرية» إلى المجتمعات العربية «غير الثرية» ومن يدخل بيتا يعود لشخص عربي من ذوي الدخل المحدود سيفاجأ بكمية الكنبايات والطاولات والمفارش والستائر والسجاد والأبجورات.
وفي الكويت يقترض الناس المال ويدخلون في دوامة الديون من أجل السفر السياحي.
ويكفي نظرة واحدة إلى مائدة الطعام الرمضانية في سائر المجتمعات العربية لنتأكد من عمق ظاهرة الإسراف والهدر المالي.
> > >
نغضب على الحكومات ولا نغضب لأنفسنا.
نطالب بإصلاح الاقتصاد والإدارة الحكومية ونعجز عن إدارة حياتنا على نحو رشيد.
نتسابق إلى المظاهر الكذابة والعادات الاستهلاكية ونتنافس في الهدر ونقتني أكثر من حاجاتنا لنضعها في الخزائن المتخمة، ثم نتنافخ ونقدح الشرر ونحن نشتم الحكومة.
شبان تافهون يقضون معظم وقتهم في صالونات الحلاقة لتثبيت تسريحة «عرف الديك» في رؤوسهم أو تحديد «السكسوكة» في ذقونهم يخرجون في مظاهرة احتجاج على ارتفاع أسعار الوقود الذي يحتاجونه في سياراتهم الخاصة حين يجوبون بها الطرقات دونما هدف.
www.salahsayer.com
salah_sayer@