خبير الذكاء الاصطناعي مستر ديف كوبلين يرى «أن قصة إبراهيم ديالو يجب أن يستفاد منها، كقصة تحذيرية عن العلاقة بين الإنسان والآلة»، ويضيف الخبير قائلا: «إن القصة تروي لنا مثالا آخر على فشل تفكير البشر، حينما يسمحون بأن يصبح البشر في مواجهة الآلات، بدلا من أن يكون البشر إلى جانب الآلات»، كما يشير مستر كوبلين إلى ان «واحدة من المهارات الأساسية التي تميز البشر هي المساءلة، بينما الأنظمة الحسابية لا يمكن مساءلتها» فما الذي فعلته الآلة في ابراهيم دياللو التي يتحدث عنها خبير الذكاء الاصطناعي؟
****
حدثت القصة في مدينة لوس انجيليس الأميركية حيث يعمل إبراهيم في مقر الشركة الواقعة في أحد الأبراج التجارية الحديثة. وذات يوم تعطلت بطاقة الدخول الالكترونية الخاصة بإبراهيم، فقصد الحراس الذين يعرفونه، وأدخلوه المبنى، ليذهب إلى مديرته ويخبرها عن العطل الذي أصاب البطاقة غير ان المديرة نسيت الأمر.
ليبقى إبراهيم ديالو في «النظام الاداري الالكتروني» متغيبا عن العمل! أما «النظام الأمني الالكتروني» فاعتبره شخصا غريبا غير مخول بدخول المبنى وأوعز «الكترونيا» إلى رجال الأمن (البشر) باقتياده إلى الخارج، وبعدها بدأ «النظام المحاسبي الالكتروني» بالخصم من راتبه حتى انتهى الأمر بتوجيه رسالة له تفيد بالفصل من العمل وإلغاء العقد!
****
يقول السيد ديالو في نهاية القصة المنشورة في موقع BBC: «لقد كانت رسالة لاإنسانية مكتوبة باللون الأحمر. لقد طردتني الآلة من عملي. لم يكن بوسع مديرتي أن تفعل أي شيء، لقد وقفت عاجزة، حينما كنت ألملم أغراضي وأغادر المبنى»، وهكذا أصبح إبراهيم أول ضحايا طغيان الآلة وتجبرها أو عدم تفهمها للظرف البشري الطارئ الذي وقع فيه الموظف.
إنها مجموعة «أنظمة الكترونية أمنية وإدارية ومحاسبية» تتولى إدارة الشركة.
وقد يتطور الأمر بهذه الأنظمة أو الآلة أن توصي بعدم توظيف البشر وإعطاء الأولوية في القبول لبني عمومتها (المكاين)! وقد نجد شخصا ذاهبا للتقدم إلى وظيفة وهو يحمل معه غسالة منزلهم لزوم الواسطة!
www.salahsayer.com
salah_sayer@