منذ أزمان بعيدة عرف الناس «عجائب الدنيا السبع» التي حددها اليونانيون بالرقم سبعة لأهمية هذا الرقم وسحره الخاص لديهم ولدى سائر الأمم السابقة واللاحقة. وقد ضمت القائمة اليونانية الشهيرة سبعة مبان منها «هرم خوفو في الجيزة وحدائق بابل ومعبد ارتيميس في تركيا ومنارة الإسكندرية وتمثال رودوس في اليونان»، وسوى ذلك من مبان ومعابد وتماثيل تهدم جلها بسبب الزلازل. ورغم وجود مبان عجيبة أخرى على سطح الأرض بقيت عجائب الدنيا السبع تهيمن على ذهنية البشر، وأضحى من الدارج القول «العجايب سبع وانت ثامنها»!
***
قبل سنوات فكر السويسري «بيرنارد ويبير» في تحرير ذهنية البشر من القائمة اليونانية التي أكل عليها الدهر وشرب، وعوضا عن اعتماد قائمة قديمة كتبها عدد محدد من المؤرخين. تفتق ذهن «بيرنارد ويبير» عن فكرة إتاحة الفرصة لجميع البشر (عبر التصويت في شبكة الإنترنت) للمشاركة في اختيار قائمة جديدة للعجائب مع المحافظة على الرقم سبعة (!) فضمت القائمة الجديدة (سور الصين ومعبد تشيشين إيتزا في المكسيك، والكولوسيوم في روما والبترا في الأردن وتمثال السيد المسيح في البرازيل وتاج محل في الهند ومواقع أخرى في أميركا الجنوبية).
***
يترحل الإنسان بين الجغرافيا والتاريخ بحثا عن العجائب التي يصنعها في يده وينسى أنه الأعجوبة الأكبر على سطح هذا الكوكب. ذلك أن الكائن البشري صانع العجائب هو أكثر أعجوبية من صنيعته. ومن يتأمل في الجسور العظيمة الممتدة فوق الوديان والبحار أو ناطحات السحاب الشاهقة أو الأنفاق التي تتلوى تحت قاع البحر أو في جوف الجبال أو من ينظر إلى تطور العلوم والطبابة والحواسيب وتطور وسائط الاتصال والنقل وثورة الهيدروليك والهندسة الميكانيكية والسرعة القياسية التي احتاجها ذلك التطور لسوف يدرك أعجوبية هذا الكائن المدعو.. إنسان.
www.salahsayer.com
@salah_sayer