ثمة من يعتقد ان الوحشية التي مارستها النازية ممثلة بالجرائم التي ارتكبها الجيش الالماني في الحقبة الهتلرية تعود الى طبيعة الشخصية العنصرية الالمانية غير ان الذي جرى في المانيا بعد سقوط هتلر يشير الى واحد من امرين، اما الى خطأ ذلك الاعتقاد العنصري، او ان طبيعة الشخصية الالمانية تطورت وتصالحت مع متغيرات العصر.
طبائع الناس عرضة للتغيير والتطور، فبعض الشعوب تبدلت سماتها وصفاتها وطبيعتها التي عرفتها البشرية عنها في الماضي، فالعرب الذين نقرأ عن منجزاتهم القديمة في الكتب التاريخية يختلفون عن العرب في عصرنا الحاضر، وكذلك صفات الخجل والهدوء لدى المغول في وقتنا الراهن تجعل من الصعب تصديق انهم احفاد جنكيزخان وهولاكو اللذين شهد التاريخ قسوتهما ونزعتهما الدموية.
ليس كل تغيير تطويرا، فالاخير للافضل، اما التغيير فقد يكون للاسوأ، وبعض الشعوب تتقدم وتتطور للافضل، وبعضها يتراجع، امجاد سادت ثم بادت، ففي الماضي عرفت موانئ المنطقة الكويتيين على انهم مثال يحتذى في الاتقان والمهارة والقدرة على التحمل، واليوم يطالب بعضهم باسقاط القروض والنوم فوق وسادة الكسل في فراش من عسل!