تتمتع الدول الخليجية بعلاقات طيبة مع جميع دول العالم. ويزورها العديد من الرؤساء والملوك والقادة من جميع أصقاع الأرض. وتعيش فيها جاليات وافدة من معظم الدول المشاركة في هيئة الأمم المتحدة. وتحتل دول الخليج المرتبة الأولى في إنتاج النفط، وتمثل قوة مؤثرة في ميزان الطاقة العالمي. وتحيط بها بحار تعبرها ممرات دولية. كما عرفت هذه الدول الخليجية المسالمة بتقديم المساعدات لجميع شعوب الأرض، ورغم هذه الحقائق الصارخة فإن العالم يصمت حيال التهديدات التي تطلقها إيران ضد المصالح الخليجية.
> > >
لا أجد سبيلا لإيقاظ العالم أفضل من الانسحاب منه والانغلاق على الذات لمدة «عام كامل» فنغلق مطاراتنا وموانئنا ومنافذنا البرية، واتصالاتنا، ونجمد علاقاتنا مع الخارج على جميع المستويات وفي سائر المجالات. وقبل أن نغلق سفاراتنا وقنصلياتنا في جميع الدول نضع أمام بوابتها سلال مصنوعة من سعف نخلات خليجية تحتوي على تمور خليجية وبطاقة تحمل معاني الحب والاحترام لحكومات وشعوب هذه الدول. كما نغلق جميع الإذاعات والتلفزات الخليجية ونترك واحدة فقط تعنى بالحديث عن أهمية «النخيل» كرمز للبقاء والاكتفاء الذاتي!
> > >
فكرة «حلمنتيشية» غير أن الواقع أكثر «حلمنتيشية» منها وأشد غرابة وأعجوبية، فليجرب العالم أهمية منطقتنا وبحارنا وليدرك قيمة المحافظة على استقرار دولنا ومجتمعاتنا، وليفهم العالم معنى العبث معنا أو الصمت حيال التهديدات الموجهة ضدنا. ولننصرف من المشهد الدولي بصمت مهيب، ونقصر الاتصال بالعالم الخارجي على الضرورات القصوى مثل استمرار دراسة الطلاب في الخارج واستقبال الحجيج في موسم الحج، ونستمر في الغياب 365 يوما فقط وندعوه بـ «عام التمور» حتى يفهم العالم ان خطورة قصف المدن الخليجية بالصواريخ الباليستية مثل خطورة امتلاك السلاح النووي!
www.salahsayer.com
salah_sayer@