بعكس الانانية النبيلة التي تفرض على المرء تطوير ذاته، تنتشر بيننا أنانية متوحشة تظهر جلية على سلوك بعض العاملين في الاعلام الذين لهم اهداف شخصية واضحة فاضحة، والذين من اجل تحقيق مصلحتهم الضيقة لا يتورعون عن هدم جدران الوطن واستعمال الحجارة المقدسة في ردم المستنقعات من حولهم.
قد ينجح الاعلامي لاسباب طارئة لكنه لن يستمر بالنجاح ما لم يتخل عن شخصانيته، فالناس تتقبل او تتجاهل او تغفل عن الشخص الاناني او الوصولي في جميع مناشط الحياة باستثناء الاعلام حيث الناس تتملكها حالة نفور وحساسية سلبية ضد كل اعلامي يتحدث عن القضايا العامة وهو يدور حول نفسه، او يسعى الى تلميعها بغية الوصول الى منصب او مصلحة.
هذا النوع من الاعلاميين يصيب من يدافع عنهم بأضرار فادحة، ويعرضهم «للنيران الصديقة» حسب التعبير العسكري حين يرمي الجندي النار ويجرح زميله في المعركة، فالذي يضع مصلحته الشخصية نصب عينيه لن يتمكن من رؤية او سماع الآخرين من قراء او مشاهدين ولا يحسب لفطنتهم أدنى حساب.