مضى عام وها نحن اليوم في غرة كانون الثاني نستقبل سنة جديدة، شهر يغادر وشهر يصل فالحركة مستمرة في مطار الزمن، فصول ترحل وفصول تقبل، أيام يقطر بعضها بعضا في قافلة الدهر، عقارب الساعة لا تهدأ، شمس تطفئ قناديلها مع مقدم الليل لتشعلها في اول النهار من جديد، مياه البحر تتأرجح بين جزر ومد.
تـبـوح الـروزنامــات للبشر بالسر العظيم بيد ان الناس صم لا يسمعون، يمر بنا الوقت مثلما تمر الريح في مضاربنا، فتقضم الريح من الجبال ويقضم الوقت من أعمار بني آدم. اطفال يولدون، شبان يكبرون، شيخ عجوز يودع الدنيا الفانية، والارض تدور.
نحتفل في خاتمة كل عام، نتراقص على انغام الموسيقى وضوء الشموع، ونطلق الامنيات التي لا تتحقق، لنعود في خاتمة العام الجديد لاطلاق الامنيات ذاتها، نأخذ العهود على انفسنا امام الاحبة وحين ينصرم العام نفتش في قبو الذاكرة فلا نجد أثراً لوعد او عهد. فالامنيات والعهود والايام تعبرنا ونحن كما كنا «تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي».