في الكويت القديمة حملت بعض بوابات السور أسماء حراسها المتحدرين من أصول قبلية (دروازة البريعصي) كما حملت بعض الأحياء العتيقة أسماء قبائل بدوية (فريج الرشايدة وسواه من الفرجان) غير ان المواطنين الكويتيين الذين ولدوا وترعرعوا في تلك الأحياء لم يقدموا أنفسهم للآخرين أو لأبناء وطنهم بصفة أخرى سوى انهم «كويتيون» فذاكرة الوطن لم تسجل لنا عبارة «أبناء القبائل».
كما لم يذكر لنا التاريخ ان الشخصيات التي ارتبطت باسم القبيلة واشتهرت به (كمثل هلال المطيري أو سواه من الشخصيات) كانت تتعامل مع المواطنين الآخرين بصفة «أبناء القبائل» بل بصفة المواطنة الكويتية. ذلك ان العديد من العائلات الكويتية تنتمي لقبائل وإن لم تعد تحمل اسم القبيلة.
واليوم نجد ان العديد من الخبراء والأكاديميين والمحامين والأطباء والمهندسين والضباط والسفراء ورجال الأعمال الكويتيين الذين يتحدرون من أصول بدوية والذين تلقوا تعليمهم في الداخل أو الخارج على نفقة الدولة وتقلدوا المناصب الرفيعة في الدولة، لم يقدموا أنفسهم لمواطنيهم أنهم «أبناء قبائل» بل هم مواطنون كويتيون في دولتهم «دولة الكويت».